أحدهما: أن يكون استشاط. احتدَّ وتحرَّق. من قول العرب: ناقة مِشْياط: إذا طار (٢) فيها السِّمنُ.
والقول الآخر: أن يكون معنى: استشاط: احتَدَّ، وأشرف على الهلاك. من قول العرب: قد شاط الرجل يشيط: إذا هلك. قال الأعشى (٣) :
(قد نطعنُ العيرَ في مكنونِ فائِلِهِ ... وقد يشيطُ على أرماحِنا البَطَلُ)
٥٦٠ - وقولهم في الجواب: بَلَى، ونَعَمْ
(٤)
قال أبو بكر: قال الفراء (٥) : " بلى " تكون جواباً للكلام الذي فيه الجَحْد، فإذا قال الرجل للرجل: ألستَ تقومُ؟ قال: بلى. و " نعم " تقع جواباً للكلام الذي لا جَحْدَ فيه. فإذا قال الرجل للرجل: هل تقوم؟ قال: نعم. قال الله تبارك وتعالى:{أَلَمْ يأتِكم نذيرٌ قالوا بلى}(٦) وقال جل وعز: {ألستُ برَبِّكم قالوا بلى}(٧) . وقال في نعم:{فهل وجدتم ما وَعَدَ ربُّكم حقّاً قالوا نعم}(٨)
وإنما صارت " بلى " تتصل بالجحد، لأنها رجوع عن الجحد إلى التحقيق، (٥٦) فهي بمنزلة " بل "(٩) . و " بل " سبيلها أن تأتي بعد الجحد، كقولهم: ما قام
(١) شرح أدب الكاتب ١٦٠، واللسان (شيط) . (٢) من ك، وفي الأصل: كان. (٣) ديوانه ٤٧. (٤) ينظر في (بلى) : أمالي السهيلي ٤٤، الجنى الداني ٤٢٠ (قباوة) ٤٠ (محسن) ، مغني اللبيب ١٢٠، همع الهوامع ٧١ / ٢. وينظر في (نعم) : رصف المباني ٣٦٤، الجنى الداني ٥٠٥ (قباوة) ٤٦٩ (محسن) ، مغني اللبيب ٣٨١، همع الهوامع ٧٦ / ٢. (٥) الوقف على كلا وبلى في القرآن ١١٧. (٦) الملك ٦٧. (٧) الأعراف ١٧٢. (٨) الأعراف ٤٤. (٩) ينظر في (بل) : معاني الحروف ٩٤، الأزهية ٢٢٨، الجنى الدائم ٢٣٥ (قباوة) ٢٥٣ (محسن) ، مغني اللبيب ١١٩، جواهر الأدب في معرفة كلام العرب ١٢٧.