أراد: شمالي، فوصل الكسرة بالياء. وقال عنترة (٤٦) :
(ينباعُ من ذِفْرى غضوبٍ جسْرةٍ ... زيّافةٍ مثل الفنيقِ المُكْدمِ)
أراد: ينبع، فوصل فتحة الباء بالألف. هذا قول أكثر أهل اللغة. ووزن " ينباع " على هذا " يفعل ".
وقال لي أبي - رحمه الله - قال لي أحمد بن عبيد:" ينباع ": " ينفعل " من: باع يبوع: إذا جرى جرياً ليِّناً، وتثّنى وتلوّى. قال: وإنّما يصف الشاعر عِرْقَ الناقة، وأنه يتلوى من هذا الموضع. فأصله: ينبوع. فصارت الوالو ألفاً، لتحركها وانفتاح ما قبلها.
٧٧٩ - وقولهم: فلانٌ يَتَبَجَّحُ (٤٧) بكذا وكذا
قال أبو بكر: معناه: يتعظم ويترفع. وهو " يتفعَّل " من " بَجَحَ ". وبَجَحَت نفسُه. إذا عظُمت وارتفعت. وفي حديث أمّ زرع (٤٨) : (أن المرأة الحادية عشرة قالت: زوجي أبو زَرْع، فما أبو زرع! أَناسَ من حُليٍّ أُذُنّي، وملأ من شحم عضُدَيّ، وبجَّحني فبَجَحَتْ إليّ نفسي) . أي: عظّمني ورفع من قدري فعظمت عندي نفسي، قال الشاعر:(٤٩)
(٤٥) لامرىء القيس، ديوانه ٣٨ وفيه: صيود من العقبان طأطأت شملال. ولا شاهد فيه على هذه الرواية. والفتخاء: اللينة الجناحين، واللقوة: السريعة من العقبان، والشملال: السريعة. وانظر شرح القصائد السبع ٣٣٢.
(٤٦) ديوانه ٢٠٤ وفيه: حرة ... المقرم. والذفرى أصل القفا والأذن. وجسرة: طويلة. وزيافة. مسرعة. والفنيق: الفحل من الإبل. والمكدم الغليظ. (٤٧) اللسان (بجح) . (٤٨) هي أم زرع بنت أكهل بن ساعد: ينظر الحديث مشروحاً في الفائق ٣ / ٤٨ - ٥٤ وشرح النووي لصحيح مسلم ١٥ / ٢١٢ - ٢٢٢. (٤٩) الراعي النميري في منتهى الطلب ٣ / ١٤٥ من قصيدة تعداد أبياتها سبعة وخمسون بيتاً في مدح بشر بن مروان ومطلعها: (أفي أثر الأظعانِ عينُك تلمحُ ... نَعَمْ لاتَ هَنّا إنّ قلبَك مِتْيحُ) وقد أخل به شعره المطبوع.