قال أبو بكر: في " الداجة " قولان: أحدهما ما لا يُذكر احتقاراً له، أي: قد قضيت الحوائج [التي] لها موقع من قلبي، وقضيت ما لا يذكر احتقاراً له.
ويقال:" الداجة " معناها كمعنى " الحاجة "، فنُسِقَت عليها لخلافها لفظها.
حدثنا محمد بن يونس (١٦٦) قال: حدثنا أبو عاصم (١٦٧) قال: / حدثنا مستور ٢٠١ / ب ابن عبّاد الهُنائي (١٦٨) عن ثابت (١٦٩) عن أنس قال: (جاء رجل إلى النبي فقال له: والله يا رسول الله، ما أتيتك حتى ما تركتُ حاجَةً ولا داجَةً إلاّ قضيتها. فقال له رسول الله: ألستَ تشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وأني رسولُ الله؟ قال: بلى، قال: فإن الله قد غفر لك كلَّ حاجةٍ وداجةٍ)(١٧٠) .
فمعنى الحديث: ما أتيتك حتى ما تركت حاجة ألتذها وأشتهيها، مما تحظرها وتمنع منها، إلا قضيتها.
وأكثر ما يكون الإتباع بغير " واو "، وربما كان بالواو (١٧١) كقولهم: لا بَارَك الله فيه، ولا تارَكَ، ولا دارَكَ. ويقال: جوعاً له ونُوعاً، ونَكْداً وجَحْداً، ومعناهن واحد. ويقال: قُبْحاً له (١٧٢) وشُقْحاً، وقُبحاً وشُقْحاً.