(أتيت بعبدِ الله في القِدِّ موثَقاً ... فهَلا سعيداً ذا الخيانةِ والغَدْرِ)(٤٤) ومَنْ قال: يا باقلاء حارٌ، أراد: يا هؤلاء هذا باقلاءُ حارٌ. فحذف هذا لدلالة المعنى عليه؛ كما قال الشاعر (٤٥) :
أأنْت الهلاليُّ الذي كنتَ مرَّةً ... سمعنا به والأرحبيُّ المُعَلَّفُ) أراد: وهذا الأرحبي. وأنشد االفراء:(١١)
(فبعثتُ جاريتي فقلت لها اذهبي ... قولي مُحِبُّكِ هائماً مخبولا)(٤٦)
أراد: قولي هذا مُحِبُّكِ، فأضمر هذا.
٤٩٨ - وقولهم: هو يجود بنفسِهِ
(٤٧)
قال أبو بكر: معناه: يسوق بنفسه، من قولهم: إنّ فلاناً ليُجادُ إلى فلانة، وإنّه ليُجادُ إلى حتفِهِ، أي: يُساق إليهما. قال لبيد (٤٨) :
(ومَجُودٍ من صُباباتِ الكَرَى ... عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلُ) معناه: سيق إلى صبابات الكرى. وقال الأصمعي (٤٩) : معنى: ومجود من صبابات الكرى: قد صُبَّت عليه صبابات الكرى صبّاً، من جودِ المطر، وهو الكثير منه.
(٤٤) بلا عزو في الأمالي الشجرية ٣٥٣ / ١ والمقاصد النحوية ٤٧٥ / ٤. (٤٥) حميد في الصاحبي ٢٣٣ وليس في ديوانه. (٤٦) إيضاح الوقف والابتداء ٣١٥، ٦٤٩ عن الفراء بلا عزو. وسيأتي في الزاهر ٢٩١ / ٢ منسوبا إلى جميل، وليس في شعره. (٤٧) الفاخر ٢٨٣. (٤٨) ديوانه ١٨١. والصبابة: البقية. والنمرقة. مثلثة النون: الوسادة والطنفسة فوق الرحل. وفي ك: وهجود في الموضعين. وفي الأصل: المنزل بدل المبتذل. وما أثبتناه من ك، ل. (٤٩) الفاخر ٢٨٣.