قال أبو بكر: معناه: قد توصلت. والسبب (٣٢) عند العرب: كل شيء جرَّ (٩) مودة وصلة. والأصل في هذا أنهم يسمون الحبل: سبَبَاً، إذا كان مشدوداً في شيء يجذبه، فإذا لم يكن مشدوداً في شيء يجذبه، لم يقل له: سبب. قال لبيد (٣٣) :
(بل ما تذكَّر من نوارَ وقد نَأَتْ ... وتقطَّعت أسبابُها ورِمامُها)
وقال الله عز وجل:(مَنْ كانَ يظنُّ أنْ لَنْ ينصرَهُ الله في الدنيا والآخرة فليَمْدُدْ بسَبَبٍ إلى السماء)(٣٥) . قال الفراء (٣٦) وأبو عبيدة (٣٧) : السبب: الحبل. وقال الفراء: معنى الآية: من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً بالغَلَبة، فليشدد في سماء بيته حبلاً، ثم ليختنق به. فذلك قوله:{ثم ليقطعْ} أي: ثم ليقطع اختناقاً
(٢٨) الأعراف ٩٥. (٢٩) مجاز القرآن ٣١٩ / ١. (٣٠) ليزيد بن ضبة كما في الكامل ٨٧٨ وفيه: ولكنهم بانوا ولم أدر بغتة. (٣١) الفاخر ٢٧١. (٣٢) ك. ل: فالسبب. (٣٣) ديوانه ٣٠١، والرمام: الحبال التي أخلقت حتى كادت تتقطع. (٣٤) النابغة الذبياني، ديوانه ٢٦٣. وزياد اسم النابغة، وهوى: هلك، ومبين: ظاهر، وفي الأصل: معين، وما أثبتناه من ك، ق. (٣٥) الحج ١٥. (٣٦) معاني القرآن ٢١٨ / ٢. (٣٧) مجاز القرآن ٤٧ / ٢.