قال أبو بكر: معناه: يسامحه ويساهله. من قولهم: قد حبوت الرجل أحبوه: إذا أفضلت عليه، وأحسنت إليه. قال النابغة (٣٦) :
(حبوت بها غسّان إذ كنتُ لاحِقاً ... بقومي وقد أَعْيَتْ عليّ مذاهبي)
٥٦٥ - وقولهم: قد مضى فلان إلى المأصِر
(٣٧)
قال أبو بكر: العامة تخطيء فيه، فتفتح الصاد، والصواب كسرها. ومعنى " المأصر " في اللغة: الموضع الحابس. من قولهم: قد أَصرَتْ فلاناً على الشيء أَصِره أَصْراً: إذا حبسته عليه، وعطفته. يقال (٣٨) : ما تأصِرني على فلان آصِرة، أي: ما تحبسني عليه حابسة، ولا تعطفني عليه عاطفة. قال الشاعر (٣٩) :
(عطفوا عليَّ بغيرِ آصِرةٍ ... فقد عَظُمَ الأَواصِرْ)
والإِصْرُ، بكسر الهمزة: الثقل. قال الشاعر (٤٠) :
(يا مانعَ الضَّيْمِ أن يغشى صحابَتَه ... والحامِلَ الإِصرِ عنهم بعدما غَرِقوا)(٦٠)
والإِصر أيضاً: العهد. قال الله عز وجل:{وَاَخَذْتُمْ على ذلكم إصْري}(٤١) معناه: عهدي. وقال الشاعر:
( [أجودُ على الأباعدِ باجتداءٍ ... ولم أحرم ذوي قربى وإصْرِ)(٤٢)
وقال الآخر] :
(٣٥) الفاخر ١٦٠. (٣٦) ديوانه ٦٤ وفيه: وإذ أعيت. (٣٧) اللسان والتاج (أصر) . (٣٨) من ك، ل. وفي الأصل: يقول. (٣٩) الحطيئة، ديوانه ١٧٤. (٤٠) النابغة في تفسير القرطبي ٣ / ٤٣٢. ولم أعثر على البيت في دواوين النوابغ الثلاثة المطبوعة. (٤١) آل عمران ٨١. (٤٢) لم أقف عليه.