قال أبو بكر: معناه قد طلبته وأردته. قال أبو النجم (١١٧) يصف البَقَرَ وطَلَبَها الكُنُس من الحرِّ:
(إذ رازتِ الكُنْسَ إلى قعورِها ... )
(واتَّقَتِ اللافِحَ من حَرورِها ... )
يعني طلبت الظِّلَّ في قعور الكنس. والحَرور: ريح حارة تهبُّ بالليل، والسموم تهبُّ بالنهار. ويقال: السّموم تهب بالليل والنهار، قال الله تعالى {ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ}(١١٨) . وقال تعالى:{ووقانا عذابَ السَّموم}(١١٩) . وقال الشاعر:
(من سمومٍ كأنَّها نَفْحُ نارٍ ... سَفَعَتْها ظهيرةٌ غَرّاءُ)(١٣٠)(٢٢)
٥١٥ - وقولهم: قد تأَنَّيْتُ الرجلَ
(١٢١) ١٤٢ / ب
[قال أبو بكر] : معناه: قد انتظرته، وتأخرت في أمره، ولم أعجل. يقال: آنَيْتُ عشائي: إذا أخَّرْتُهُ. قال الشاعر (١٢٢) :
(وآنيتُ العَشاءَ إلى سُهَيلٍ ... أو الشِّعرى فطالَ بي الأناءُ)
ويقال (١٢٣) : إنَّ خيرَ فلانٍ لبطىءٌ أَنيٌّ. قال ابن مقبل (١٢٤) :
(ثم احتملْنَ أنِيّاً بعدَ تَضْحِيَةٍ ... مثلَ المخاريفِ من جَيْلانَ أو هَجَرِ)
(١١٦) الفاخر ٢٦٩. (١١٧) الفاخر ٢٦٩ واللسان (روز) . (١١٨) فاطر ٢١. (١١٩) الطور ٢٧. (١٢٠) بلا عزو في مجاز القرآن ١٥٤ / ٢. (١٢١) الفاخر ٢٧٢. (١٢٢) الحطيئة، ديوانه ٩٨. وقد سلف ٣٩٧ / ١ وسهيل الشعرى: نجمان يطلعان في الشتاء في آخر الليل. وقد سلف في ٣٩٧ / ١. (١٢٣) اللسان (أنى) . (١٢٤) ديوانه ٩٢. [وانظر نقل المحقق في حاشيته، لتوجيه رواية: " أنياً " على هيئة التصغير] والمخاريف، جمع: مخرف، ومخرفة، وهو بستان النخيل. وجيلان: قوم من أبناء فارس نزلوا بطرف من البحرين فزرعوا وأقاموا هناك. وهجر: مدينة البحرين. (ينظر: معجم البلدان: جبلان) .