فصارت الواو ياء، لسكونها وانكسار ما قبلها. والأصل في " سيما ": وسِمْى، فحُولِّت " الواو " من موضع " الفاء "، فوضعت في موضع " العين "، كما قالوا: ما أَطيَبَهُ، وما (١٤٥) أَيْطَبَهُ، فصار: سِوْمى، وجُعلت الواو ياء، لسكونها وانكسار ما قبلها، فقيل: سيما. قال الله جل وعز:{سيماهُم في وجوهِهِم من أَثَرِ السجودِ}(٢٧٢) . وقال الشاعر (٢٧٣) ، أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
(غلامٌ رماهُ الله بالحسنِ مُقْبِلاً ... له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ على البَصَرْ)
(كأنَّ الثريا عُلِّقَتْ فوقَ نحرِهِ ... وفي جِيدِهِ الشِّعْرى وفي وجهِهِ القَمَرْ)
فزاد علي " سيما " ألفاً ممدوة. ومعنى الحرف في مدِّهِ كمعناه في قَصْرِهِ.
٦٥٠ - وقولهم: يوم السبت
(٢٧٤)
قال أبو بكر: السبت، معناه في كلام العرب: القطع، يقال: قد سَبَتَ رأسَه: إذا حَلَقَه، وقَطَعَ الشعرَ منه. ويقال: نَعْلٌ سِبْتِيَّةٌ: إذا كانت مدبوغة بالقرظ، محلوقة الشعر. قال عنترة (٢٧٥) :
فسمي السبت سبتاً، لأن الله ابتدأ الخلق فيه، وقطع فيه بعض خلق الأرض. أو (٢٧٦) لأن الله جل وعلا أمر بني إسرائيل فيه بقطع الأعمال وتركها. وقال:{٦ وجعلنا نومَكم سُباتاً}(٢٧٧) ، فمعناه (٢٧٨) : قطعاً لأعمالكم. وقال بعض (١٤٦)
(٢٧٢) الفتح ٢٩. (٢٧٣) أسيد بن عنقاء الفزاري في المستجاد من فعلات الأجواد ١٠٤ - ١٠٥ وشرح ديوان الحماسة (م) ١٥٨٨ و (ت) ١ / ١٤١. (٢٧٤) مفردات الراغب ٢٢٦، بصائر ذوي التميز ٣ / ١٧١. ونقل ابن الجوزي أقوال بن الأنباري في زاد المسير ١ / ٩٤. ونقلها الأزهري في التهذيب ٣٨٦ / ١٢ - ٣٨٧ وعقب عليها مؤيداً. (٢٧٥) ديوانه ٢١٢. والسرحة شجرة طويلة. (٢٧٦) (لأن الله ... أو) ساقط من ك بسبب انتقال النظر. (٢٧٧) سبأ ٩. (٢٧٨) ك: معناه.