(ألا أبلِغْ بني عُصْمٍ رسولاً ... بأنِّي عن فُتاحتكم غَنِيّ)(٩٤)
أراد: عن محاكمتكم ومقاضاتكم.
٤٤٤ - وقولهم: قد زَوَّرَ عليه كذا وكذا
(٩٥)
قال أبو بكر: فيه أربعة أقوال:
أحدهن أن يكون التزوير: فِعْلَ الكذب والباطل. ويكون مأخوذاً من الزُّور، وهو: الكذب والباطل. (٥٩٨)
وقال خالد بن كلثوم: التزوير: التشبيه.
وقال أبو زيد: التزوير: التزويق والتحسين، وقال: المُزَوَّرُ من الكلام والخط: المُزَوَّقُ المُحَسَّنُ.
وقال الأصمعي: التزوير: تهيئة الكلام وتقديره. واحتج بالحديث الذي يُروى عن عُمر [بن الخطاب رحمه الله] أنه قال يوم سقيفة بني ساعدة: ( [كنتُ] زَوَّرْتُ في نفسي مقالةً أقوم بها بين يدي أبي بكر، فجاء أبو بكر، فما تَرَكَ شيئاً مما كنت زَوَّرته في نفسي إلا أتى به)(٩٦) .
(٩٤) بلا عزو في أمالي القالي: ٢ / ٢٦٨، عن أبي بكر، وفي إصلاح المنطق: ١١٢ [وتفسير الطبري: ٢ / ٢٥٤، ١٢ / ٥٦٤، بتحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر] . والمخصص: ١٥ / ٩١. وأنشده أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١ / ٢٢٠ وقال بعده: وهو لبعض مراد. ونسب في الجمهرة: ٢ / ٤، إلى أعشى قيس، وفي حاشيته عن نسخة (الكندي) ، وليس في ديوان الأعشى. ونسب في اللسان (فتح، رسل) إلى الأسعر الشعفي وعزاه أبو العلاء في الصاهل والشاحج: ٦٤٧، إلى الشويعر محمد بن حمران الجعفي، وتقدمه إلى ذلك أبو محمد بن أبي سعيد السرافي، وقد نقل مقالته فيه البكري في اللآليء: وفيها: " وهو خلاف ما رواه يعقوب [يعني في إصلاح المنطق] وإنما هو: (أبلغ بني عصم بأذْني ... عن فتاحتكم غني) والبيت بنحو هذه الرواية أول تسعة أبيات لمحمد هذا في الحماسة الصغرى: الوحشيات: ٤٦، والرواية فيه: " أبلغ بني حمران ". وينظر السمط: ٩٢٧ - ٩٢٨، وتعليق الأستاذ محمود محمد شاكر على تفسير الطبري. (٩٥) الفاخر ١١٨ وفيه الأقوال الأربعة. (٩٦) غريب الحديث ٣ / ٢٤٢.