قال أبو بكر: معناه قد دعا وسأل ربه. والصلاة تنقسم في كلام العرب على ثلاثة أقسام:
تكون الصلاة المعروفة التي فيها الركوع والسجود؛ كما قال عز وجل:{فصلِّ لربِكَ وَانْحَرْ} .
وتكون الصلاة: الترحم. من ذلك قوله عز وجل:{أولئك عليهم صلواتٌ من ربِّهم ورحمةٌ}(٥٢) . من ذلك قول كعب بن مالك (٥٣) :
(صلّى الإِلهُ عليهم من فتية ... وسقى عظامَهُمُ الغَمامُ المُسْبِلُ)
وقال الآخر:
(صلى على يحيى وأشياعِهِ ... ربٌّ كريمٌ وشفيعٌ مطاعْ)(٥٤)
ومنه الحديث الذي رُوي عن ابن أبي أوفى (٥٥) قال: (أتيت النبي صلى الله (١٩ / أ) عليه وآله وسلم / لصدقة عامنا فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى) (٥٦) . فمعناه: ترحم عليهم
(٥٠) الثاني له في الأضداد ٣٧٣. والمؤمل بن أميل المحاربي، شاعر كوفي، من مخضرمي الدولتين، توفي نحو ١٩٠ هـ (الأغاني ٢٢ / ٢٤٥، اللآلى ٥٢٤، نكت الهميان ٢٩٩) . (٥١) الوجوه والنظائر ق: ٥٦، اللسان (صلا) . (٥٢) البقرة ١٥٧. (٥٣) ديوانه ٢٦١. وكعب بن مالك الأنصاري، صحابي، ت ٥٠ هـ (طبقات ابن سلام ٢٢٠) ، الأغاني ١٦ / ٢٢٦، نكت الهيمان ٢٣١) . (٥٤) لبكير بن معدان في التعازي والمراثي ٨٤ وهو للسفاح بن بكير في المفضليات: ٣٢٢. (٥٥) عبد الله بن أبي أوفى، روى عن النبي، توفي سنة ٨٧ هـ. (تهذيب ٥ / ١٥١، الإصابة ٥ / ٨) . (٥٦، ٥٧، ٥٨) النهاية ٣ / ٥٠.