قال أبو بكر: العامة تخطئ في معنى " تيامن "، فتظن أنه اخذ على (٣٤٠) يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب، إنما يقولون: تيامن: إذا أخذ ناحية اليمن، وتشاءم: إذا أخذ ناحية الشام، ويامن: إذا أخذ على يمينه، وشاءم: ٢٣٠ / ب إذا / أخذ على شماله. قال النبي:(إذا نشأتْ بَحْرِيَّة ثم تشاءَمَتْ فتلكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ)(٢٣٠) . أراد: إذا ابتدأت السحابة من ناحية البحر، ثم أخذت ناحية الشام، فتلك أمطار أيام لا تُقْلعُ. والغديقة: الكثيرة، من قول الله عز وجل:{ماءً غَدَقاً}(٢٣١) .
ويقال: قد أَشْأم الرجل: إذا أتى الشام. وقد أيمن: إذا أتى اليمن، ويامن أيضاً. وقد انحجز، واحتجز: إذا أتى الحجاز. وقد أمنى، وامتنى: إذا أتى منىً. وقد جَلَسَ: إذا أتى نجداً، ويقال لنجد: جَلْسٌ. وقد نزل: إذا أتى منى (٢٣٢) . وقد أعمن، وأعرق، وأغار، وأخاف، وأنجد: إذا أتى العراق، وعُمان، والغور، وخيف منى، ونجداً. يقال:(أَنْجَدَ مَنْ رأى حَضَناً)(٢٢٣) . وحضن: اسم جبل (٢٣٤) ، أي: من رأى هذا الجبل فقد دخل نجداً. ويقال: قد أتهم: إذا أتى تهامة، وقد أجبل، وأسهل: إذا صار إلى الجبل والسهل. وعالى: إذا صار إلى العالية. وساحل: إذا أخذ على الساحل. وألوى: إذا صار إلى اللّوى من الرمل. وأجد: إذا صار إلى الجدَدَ. قال الشاعر (٢٣٥) :
(شِمالُ مَنْ غارَبِهِ مُفْرعاً ... وعن يمينِ الجالسِ المُنْجِد)
(٢٢٩) التهذيب ١٥ / ٥٢٧، واللسان (يمن) . (٢٣٠) الفائق ٣ / ٤٢٨، النهاية ٥ / ٥١. (٢٣١) الجن ١٦. ينظر إصلاح المنطق ٣٠٨ - ٣٠٩، وشرح القصائد السبع ٥٣٥ - ٥٣٦. (٢٣٢) (وقد نزل ... منى) ساقط من ك. (٢٣٣) وهو مثل في معنى الدلالة على الشيء. (جمهرة الأمثال ١ / ٧٨، مجمع الأمثال ٢ / ٣٧٧) . (٢٣٤) الجبال والأمكنة والمياه: ٦٣. (٢٣٥) العرجي، ديوانه ١١ وفيه: يمين من مر به متهماً وعن يسار. ورواية ابن الأنباري هي نفس رواية الأصمعي في كتابه الإبل ١٠١. وينظر المذكر والمؤنث ٦٩٨.