قال أبو بكر: قال أبو العباس: إنما سمي الخريف خريفاً، لأنه وقت خَرْفِ النخل، أي: وقت اجتناء ثمره. فجُعل ذلك الفعل اسماً للزمان، ونُسب إليه.
قال أبو العباس: يقال أيضاً: إنما سمي الخريف خريفاً، لتعجُّلِ مطرِهِ ونباتِهِ. وأنشد لابن مقبل (٢١) :
(رَعَتْ بُرَحَايا في الخريفِ وعادةٌ ... لها بُرَحَايا كلَّ شعبانَ تُخْرَفُ)
أراد: بتخرف: أنها تُسقى ماء المطر.
وقال أبو العباس: إنما قيل لأول أمطار السنة: الوسميّ (٢٢) ، لأنه يسم الأرض ويؤثر فيها. ويقال للمطر الثاني: الوليُّ (٢٣) . ويقال للمطر الذي يكون في (٥٨٩) الصيف، في وقت توقد الشمس وحرارتها: الحميم (٢٤) . قال أبو العباس: إنما سمي حميماً لأنه يشعل ما يقع عليه (٢٥) ، ويحميه. قال الشاعر (٢٦) :
(هُنالك لو دعوتَ أتاكَ منهم ... أُناسٌ مِثلُ أَرْمِيَةِ الحَمِيمِ)
قال أبو العباس: الأرمية: سحابة تكون في موضع من السماء، فيجتمع إليها السحاب وينضَمّ، حتى يعظُمَ ويكثُفَ. فأراد الشاعر: أنّ هؤلاءَ القوم في بأسهم وشدتهم، مثل هذه السحابة في كثافتها. ويقال: رَمِيٌّ لهذه السحابة (٢٧) .
(٢٠) الأنواء ١٠٥. (٢١) ديوانه ١٩٠. وبرحايا: اسم واد. [ويروى: برحايا، يجعلون (الباء) حرف جر، و (رحايا) اسم موضع. وهذا، في بيت تميم، موضع خلاف. والمثبت من الأصلين، يقويه ما في أصل ديوانه، وما جاء في البكري في اسم الموضع. وانظر معجم ما استعجم: مَرَحَيا، معجم البلدان: برحايا، رحايا] . (٢٢) ك: وسمي. (٢٣) ينظر كتاب المطر ١٠٤. (٢٤) ينظر: فقه اللغة ٢٧٧. نظام الغريب ١٩٢. (٢٥) ك: فيه. (٢٦) أبو جندب الهذلي كما في شرح أشعار الهذليين ٣٦٣. وفيه: قال الأصمعي: وتروى لأبي ذؤيب. (٢٧) (ويقال.. السحابة) ساقط من ك.