قال أبو بكر: فيه قولان: أحدهما: أن يكون المعنى: قد رأيت فيه أثر (٢) الخير وعلامة الخير. وإنما سُميت السِمةُ سِمةً، لأنها أثر في الموضع.
والقول الآخر: أن يكون معنى توسمت فيه الخير: رأيت فيه حسن الخير. فيكون مأخوذاً من الوسامة، وهي (٣) الحسن (٤) . يقال: رجل وَسِيمٌ قَسِيمٌ (٥) : إذا كان حسناً.
ومن ذلك قول الله عز وجل:{والخيل المُسَوَّمَةِ}(٦) فيها ثلاثة أقوال: قال مجاهد (٧) المسومة: المُطَهَّمة الحسان. ويقال (٨) : المسومة: المُعْلَمة بالسيما. قال كعب بن مالك (٩) يمدح [به] النبي:
(أمينٌ محبٌّ في العبادِ مُسوَّمٌ ... بخاتِمِ ربٍ قاهرٍ للخواتمِ)
ويقال (١٠) : المسومة: المرعيّة، يقال: أسمت الإِبل، وسامَتْ هي. قال الله عز وجل:{فيه تُسِيمونَ}(١١) وأنشد أبو عبيدة: /
(وأسكنُ ما سكنتُ ببطنِ وادٍ ... وأظعنُ إنْ ظعنتُ فلا أَسِيمُ)(١٢)(٩٤ / ب)
(١) الفاخر ٧٩. (٢) ساقطة من ك، ق. (٣) ك، ق: هو. (٤) اللسان والتاج (وسم) . (٥) الاتباع ١٠٧. (٦) آل عمران ١٤. (٧) القرطبي ٤ / ٣٤. (٨) وهو قول ابن عباس كما في القرطبي ٤ / ٣٤. (٩) أخل به ديوانه، ولم أقف عليه. (١٠) وهو قول ابن جبير كما في القرطبي ٤ / ٣٣. (١١) النحل ١٠. (١٢) لم أقف عليه.