قال أبو بكر: فيه قولان: أحدهما: أن يكون الأبكم: المسلوب الفؤاد، الذي لا يعي شيئاً ولا يفهمه.
والقول الآخر: أن يكون الأبكم: الأخرس. يقال. قد بَكِمَ الرجل يَبْكَمُ بَكَماً ويقال رجال بُكْمٌ، وامرأة بكماء، ونساء بَكْماوات، وبُكْمٌ. قال الله عز وجل:{صُمٌ بكْمٌ عُمْيٌ فهم لا يرجعون}(٦٣) فسر المفسرون (٦٤) : البُكم: الخُرس. ويقال أيضاً: البكم: المسلوبو (٦٥) الأفئدة.
والكُمْه: الذين يولدون عُمْياً. قال الله عز وجل:{وتبريء الأكْمَه والأبْرَصَ}(٦٦) ، قال قتادة (٦٧) : الأكمه: الذي تلده أمه أعمى. وقال أهل اللغة: الأكمه: الأعمى: يقال كَمِهَ الرجل يَكْمَهُ: إذا عمِي قال رؤبة (٦٨) :
(هرجت فارتد ارتداد الأكمة ... )
(في غائلات الحائر المتهته ... )
وقال الآخر (٦٩) :
(كَمِهَتْ عيناهُ حتى ابْيَضَّتا ... فَهْوَ يلحى نفسَهُ لمّا نَزَعْ)
٢١١ - وقولهم: كما تَدِينُ تُدانُ
(٧٠)
قال أبو بكر: قال أبو عبيدة (٧١) : معناه كما تصنعُ يُصنعُ بك، وقال:(٣٨١)
(٦٢) اللسان والتاج (بكم) . (٦٣) البقرة ١٨. (٦٤) تفسير الطبري ١ / ١٤٦. (٦٥) ل: المسلوب. (٦٦) المائدة ١١٠. (٦٧) زاد المسير ١ / ٣٩٢. (٦٨) ديوانه ١٦٦. والمتهتة: الذي يردد في الباطل. (٦٩) سويد بن أبي كاهل، ديوانه ٣٣. ويلحى: يلوم. نزع كف. (٧٠) شرح القصائد السبع: ٢٨ - ٢٩ جمهرة الأمثال ٢ / ١٦٨، مجمع الأمثال ٢ / ١٥٥. (٧١) ينظر مجاز القرآن ١ / ٢٣ و ٢ / ٢٥٢.