قال أبو بكر: معناه: قد قطع العطاء، وأُيسَ من خيره. قال أبو العباس: الأصل في هذا أن يحفر الحافر البئر يطلب الماء، فإذا بلغ إلى موضع الصلابة، ويئس من الماء، قيل: أَكْدَى فهو مُكْدٍ، ويقال لها: الكُدْية، والجمع: كُدىً. قال الشاعر (١٥٧) :
(فتى الفتيان ما بلغوا مداهُ ... ولا يُكدي إذا بَلَغَتْ كُداها)
أي: إذا يئس من خير الفتيان، لا (١٥٨) ييأس من خيره. وقال الله عز وجل، وهو أصدق قيلا:{وأعطَى قليلاً وأَكْدَى}(١٥٩) أي: أمسك عن العطية، وقطعها. وقال الشاعر (١٦٠) :
(من اللاءِ يحفرنَ تحتَ الكُدَى ... ولا يتَّبِعْنَ الدِّماثَ السهولا)