قال أبو بكر: الأشر معناه في كلام العرب: البَطِر. يقال: قد أشر الرجل يأشَر أَشَراً: إذا بَطِرَ. قال الأخطل (٧١) يخاطب بني أمية:
( [أعطاكم اللهُ جَدّاً تُنْصرونَ به ... لا جَدَّ إلاّ صغيرٌ بعدُ مُحْتَقَرُ] )(٤٧٩)
(لم يأشَروا فيه إذا كانوا مواليَهُ ... ولو يكونُ لقومٍ غيرهم أَشِروا)
معناه: بطروا. وفيه لغتان: كذّاب أَشِر، وكذّاب أَشُر. قال الله عز (١٤٣ / أ) وجل: / {أُلقِيَ الذِّكْرُ عليهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كذابٌ أَشِر}(٧٢) هذه قراءة العامة، بكسر الشين.
وقال الفراء (٧٣) : حدثني سفيان بن عيينة (٧٤) عن رجل عن مجاهد (٧٥) أنه قرأ: {سيعلمون غداً} بالياء {مَنِ الكَذَّابُ الأَشُرُ}(٧٦) ، بضم الشين.
والعلة في ضمها أنهم أرادوا المبالغة في [ذمه، فصار بمنزلة قولهم: رجل فَطُن: إذا أرادوا المبالغة في] وصفه بالفطنة، ورجل حَذُر: إذا أرادوا المبالغة في وصفه بالحذر. وإلى هذا المعنى ذهب الذين قرأوا:{ [وجعلَ منهم القردةَ والخنازيرَ] وعَبُدَ الطاغوت}(٧٧) فضموا الباء على المبالغة. أنشد الفراء (٧٨) :