(إنّي لأهواكِ غيرَ ذي كذبٍ ... قد شفَّ مني الأحشاءُ والشَغَفُ)
٤٧٨ - وقولهم: لا بُدَّ لي من كذا وكذا
(٢٦٠)
قال أبو بكر: معناه: قد ألزمته نفسي، وجعلته واجباً عليها. وهو من قول العرب: قد أَبَدَّ الرجلُ القومَ، وقد أَبَدَّ الراعي الوحش: إذا ألزم كل واحد منها حتفه. قال أبو ذؤيب (٢٦١) يذكر الصائد والكلاب والوحش:
(فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ ... بذَمائِهِ أو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ)(٦٢٢)
الذَماء: بقية النفس، والمتجعجع: الواقع على الجعجاع، والجعجاع: الأرض. والمعنى: ألزم كل واحد منهن حَتْفَهُ.
ويقال (٢٦٢) : مالي منه بُدٌّ، ومالي منه عُنْدَدٌ، ولا مُعْلَنْدَدٌ، ولا مُحْتَدٌّ، ولا مُلْتَدٌّ، ولا حُنْتأْلٌ، ولا حُنتانٌ، ومالي عنه وَعْيٌ: أي مالي عنه مصرفٌ. وأنشد الأصمعي:
(تواعدنَ أَنْ لا وَعْيَ عن فَرجِ راكس ... فرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ عن ذاكَ مَغْضَرا)(٢٦٣)
(٢٥٥) مجاز القرآن ١ / ٣٠٨. وفي: ك: وقال الشاعر. (٢٥٦) للنابغة الذبياني. ديوانه ٤٥ وفيه: داخل دخول الشغاف. (٢٥٧) ليس في المجاز. وفي ك: وقال الآخر. (٢٥٨) لعبيد الله بن قيس الرقيات. ديوانه ٣٧. (٢٥٩) ديوانه ١١٢. (٢٦٠) اللسان (بدد) . (٢٦١) ديوان الهذليين ١ / ٩. (٢٦٢) وهو قول ابي زيد كما في إصلاح المنطق ٣٨٩. (٢٦٣) لابن أحمر، شعره: ٨٠ وشرح القصائد السبع: ١٧٣، وإصلاح المنطق: ٣٨٩ وراكس موضع. ويغضرن: يعدلن.