قال أبو بكر: معناه: ويل للمهموم من الفارغ. والشجي: الذي كأن في حقله شَجاً من الهم. والشجا: الغَصَص. يقال: قد شجي الرجل يشجى (٦٠٢) شجا: إذا غصّ. قال صريع سلمى (١٢٤) :
(إني أرى الموت [مما] قد شجيتُ به ... إنْ دامَ ما بي وربِّ البيتِ قد أفِدا)
وقال أكثر أهل اللغة: ويل للشجي من الخليِّ، بتخفيف الياء من الشجي، وتثقيلها من الخلي. وكذلك أخبرنا أبو العباس في الفصيح (١٢٥) .
ويحكى عن الأصمعي أنه حكى: ويل للشجيِّ من الخليِّ، بتثقيل الياء فيهما جميعاً. قال الشاعر (١٢٦) :
(ويلُ الشجيِّ من الخَليِّ فإنّه ... نَصِبُ الفؤادِ بحزنِهِ مهمومُ)
٤٥١ - وقولهم: شَتّانَ ما بينَ الرجلين
(١٢٧)
قال أبو بكر: معناه: مختلف ما بينهما. وفيه ثلاثة أوجه: يقال: شتانَ أخوك وأبوك، وشتانَ ما أخوك وأبوك، وشتان ما بين / أخيك وأبيك. (١٩٢ / ب)
فمن قال: شتان أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب على الأخ، وفتح النون من شتان، لاجتماع الساكنين، وشبهها بالأدوات.
ومن قال: شتان ما أخوك وأبوك، رفع الأخ بشتان، ونسق الأب عليه، وجعل (ما) صلة. ويجوز في هذا الوجه كسر النون من (شتان) ، على أنه تثنية: شَتٍّ. والشتّ في كلام العرب: المتفرق، وتثنيته: شتان، وجمعه: أشتات. قال الله عز وجل:{يومئذ يصدرُ الناسُ أشتاتاً ليروا أعمالَهم}(١٢٨) معناه: يرجع الناس متفرقين مختلفين. وواحد الأشتات: شت.
(١٢٣) الفاخر ٢٤٨، جمهرة الأمثال ٢ / ٣٣٨. ونقل البكري في فصل المقال ٣٩٥ أقوال أبي بكر ولم يعزها. (١٢٤) لم أقف عليه. (١٢٥) ص ٨٠. (١٢٦) أبو الأسود الدؤلي. ديوانه ١٦٦. (١٢٧) شرح المفصل ٤ / ٣٦ - ٣٨، شرح الرضي على الكافية ٢ / ٧٤. (١٢٨) الزلزلة ٦