قال أبو بكر: الوحي: ما يوحيه الله تعالى إلى أنبيائه. سُمي: وَحْياً، لأن المَلَك ستره عن جميع الخلق، وخص به النبي المبعوث إليه. قال الله تعالى:{يُوحِي بعضُهم إلى بعض زُخرفَ القول غُروراً}(٢) ، فمعناه: يُسر بعضهم إلى بعض. فهذا أصل الحرف.
ثم يكون " الوحي " بمعنى " الإلهام " كقوله عز وجل: {وأوحى ربُّك إلى النَحْل}(٣) ، أراد: ألهمها. وكقوله:{يومئذٍ تُحدِّثُ أخبارها بأنَّ ربَّكَ أَوْحَى لها}(٤) . أراد: ألهمها. وكقول علقمة بن عبدة (٥) :
(يوحي إليها بإنقاضٍ ونَقْنَقَةٍ ... كما تَراطَنُ في أفدانها الرومُ)
ويكون " الوحي " بمعنى " الأمر "، كقوله عز وجل:{وإذْ أوحيتُ إلى الحواريينَ}(٦) ، أراد: أمرتهم.
ويكون بمعنى " الاشارة "، كقوله عز وجل:{فأوحى إليهم أنْ سَبِّحوا بُكْرَةً وعَشِيّاً}(٧) ، أراد: أشار إليهم.