(ها أنذا آملُ الخلودَ وقد ... أدركَ عمري ومولدي حُجُرا)
(/ أبا امرىء القيس هل سَمِعْتَ به ... هيهاتَ هيهات طالَ ذا عُمُرا) ٢١٣ / أ
وقال الله عز وجل وهو أصدق قيلا:{ها أنتم أولاء تحبونهم}(١٣٧) ، أراد: هؤلاء أنتم، ففصل لذلك المعنى. وقال أمية بن أبي الصلت (١٣٨) :
(لَبَّيْكُما لَبَّيْكُما ... )
(هأنذا لَدَيْكُما ... )
وإنما يجعلونَ المكنّي بين " ها " و " ذا " إذا قربوا الخبر، فتأويل قول القائل: ها أنا ذا ألقى فلانا: قد قَرُبَ لقائي إياه.
٧٥٩ - وقولهم: قتل فلانٌ فلاناً غِيلةً
(١٣٩)
قال أبو بكر:" الغيلة " معناها في كلام العرب: إيصال الشر إليه، والقتل، من حيثُ لا يعلم ولا يشعر.
قال أبو العباس: يقال: قد قتلته غيلة: إذا قتله من حيث لا يعلم، وقد فتك به: إذا قتله من حيث يراه، وهو غارٌّ غافِلٌ غير مستعد. ويقال: قد غال (٢٨٠) فلانا كذا وكذا: إذا وصل إليه منه شر. قال الشمردل بن شريك اليربوعي (١٤٠) يرثي أخا أُبَيّاً:
فأصبح بيتُ الهجرِ قد حالَ دونَهُ ... وغال امرءاً ما كانَ تُخشَى غوائِلُه)
أي: وصل إليه الشر من حيث لا يعلم فيستعد. ويقال: قد اغتاله: إذا فعل به ذلك. قال الشاعر: