قال أبو بكر: معناه: قد تديَّن، وضيَّق على نفسه، والحَرَج عند العرب: الضِّيق. ويقال (٢١٦) : قد تحوَّب الرجل، بمعنى: تحرّج. قال عمر بن أبي ربيعة (٢١٧) :
(قولي يقولُ تحوَّبي في عاشقٍ ... كَلِفٍ بكم حتى المماتِ مُتَيَّمِ)
والتحوّب: التفعّل من الحُوب، والحوب عند العرب: الإثم العظيم. قال الله تعالى (٣٥) ذكره: {إنّه كانَ حُوباً كبيراً}(٢١٨) فمعناه: إثماً عظيماً. وقال ابن سيرين: أراد أبو أيوب (٢١٩) أنْ يُطَلِّقَ أمَّ أيوب، فقال له النبي:(أما علمت يا أبا أيوب أنَّ طلاقَ أمَّ أيوب حُوبٌ)(٢٢٠)
وقال الشاعر:(٢٢١)
(فلا تُخْنوا علي ولا تشطُّو ... بقولِ الفخرِ إنَّ الفخرَ حُوبُ)
وقال الآخر (٢٢٢) :
(نماكَ أربعةٌ كانوا أئمتنا ... فكانَ مُلككَ حقّاً ليسَ بالحُوبِ)
/ ويقال: قد حاب الرجل يحوب حُوباً. أنشد أبو عبيدة (٢٢٣) : ١٤٧ / أ
(وإنّ مُهاجِرَيْنِ تكنَّفاه ... غداةَ إذٍ لقد خَطِئا وحابا)
(٢١٥) اللسان (حرج) . (٢١٦) ينظر ما سلف ٩٧ / ١ - ٩٨، والأضداد ١٦٩ - ١٧١، واللسان (حوب) . (٢١٧) ديوانه ٢٢٧. (٢١٨) النساء ٢. (٢١٩) خالد بن زيد الأنصاري، صحابي، توفي ٥٢ هـ. (حلية الأولياء ٣٦١ / ١، الإصابة ٢٣٥ / ٢) . (٢٢٠) الفائق ٣٢٩ / ١. (٢٢١) أبو ذؤيب الهذلي. ديوان الهذليين ٩٨ / ١. (٢٢٢) سلف البيت ٩٨ / ١ منسوباً إلى نابغة بني شيبان، وكذلك نسبه في الأضداد ١٧٠، وهو في ديوانه ٧٦. (٢٢٣) مجاز القرآن ١١٣ / ١، ونسبه إلى أمية بن الأسكر الليثي، وهو مخضرم (ينظر: طبقات ابن سلام ١٩٠، المعمرون ٨٥) . وقد أنشد أبو بكر البيت في الأضداد ١٧٠ برواية أخرى. (٢٢٤) زاد المسير ٥ / ٢.