قال النبي:(لا تهلك أمتي حتى يكون التمايلُ والتمايزُ والمعامعُ)(١٢٠)(٥٣٣) فالتمايل أن لا يكون للناس سلطان يكفُّهم عن المظالم، فيميل بعضهم على بعض بالغارة. (١٦٥ / أ)
/ والتمايز: أن ينقطع بعضهم عن بعض، ويصيروا أحزاباً بالعصبية. والمعامع: شدة الحرب والجد في القتل. والأصل فيه: من مَعْمَعَةِ النار، وهو سرعة التهابها، قال الشاعر (١٢١) يصف فرسا:
شبّه حفيفها، من المرح في عدْوها، بمعمعة النار إذا التهبت في السعف. ومن ذلك قالوا للمرأة الذكية المتوقدة: مَعْمعٌ. قال أوفى بن دلهم (١٢٢) : (النساء أربع: فمنهنّ معْمعٌ، لها شيئُها أجمعُ. ومنهن تبغٌ، ترى ولا تنفعُ، ومنهن صَدَعٌ، تُفرِّقُ ولا تجمعُ، ومنهن غيثٌ وقع، في بلد فأمْرع)(١٢٣) .
وزاد عبد الملك بن عُمير (١٢٤) : ومنهن: القَرْثَعُ، وهي التي تلبس درعها مقلوباً (١٢٥) ، وتكْحلُ إحدى عينيها، ولا تكْحلُ الأخرى.
٣٦٩ - وقولهم: قد تطَوّل عليّ فلانٌ
(١٢٦)
قال أبو بكر: معناه: قد تفضَّل عليّ (١٢٧) . قال أبو عبيدة (١٢٨) : الطَّوْل في كلام العرب: الفضل. وأنشد:(٥٣٤)
(وقالَ لجسّاسٍ أَغِثني بشَرْبَةٍ ... تدارك بها طَوْلاً عليَّ وأَنْعِمِ)(١٢٩)
(١٢٠) الفائق ٣ / ٣٩٦. (١٢١) امرؤ القيس، ديوانه ١٨٧. والجموح: النشيطة. والإحضار: نوع من السير السريع. (١٢٢) العدوي البصري، روى عن نافع. (ميزان الاعتدال ١ / ٢٧٨، تهذيب التهذيب / ١ / ٣٨٥) . (١٢٣) النهاية ٣ / ١٧، ٤ / ٣٤٣. (١٢٤) من رواة الحديث، توفي ١٣٦ هـ. (ميزان الاعتدال ٢ / ٦٦٠، طبقات الحفاظ ٥٦) . (١٢٥) من ك وفي الأصل مقلوبة. ودرع المرأة مذكر. (ينظر المذكر والمؤنث للفراء ٩٣) . (١٢٦) اللسان (طول) . وفي سائر النسخ: قد تطول فلان على فلان. (١٢٧) سائر النسخ: عليه. (١٢٨) مجاز القرآن ٢ / ١٩٤. (١٢٩) للنابغة الجعدي، ديوانه ١٤٥ وفيه: تمن بها فضلا ...