قال أبو بكر: الوقيذ معناه في كلامهم: الشديد المرض، أو الشديد الهم. يقال: وَقَذَه المرضُ يَقذهُ وَقْذاً. وكذلك: وَقَذَه الهمُّ، ووَقَذَهُ التعبُّدُ، فهو موقوذ ووَقيذ. ويقال: وَقَذْتُ الرجلَ، ووَقَذْتُ الشاةَ، أَقذُها وَقذاً: إذا ضربتها. قال الله عز وجل:{والمُنْخنقةُ والموقوذَةُ والمُتَرَدِّيةُ والنَطِيحةُ}(١٠) . فالمنخنقة: التي تختنق فتموت، ولا يُدرَك / ذكاتُها. والموقوذة: التي تُضرَبُ فتموت، ولا يُدرَك (١٠٨ / ب) ذكاتُها. والمتردية: التي تتردَّى في بئر، أو من فوق جبل، فتموت، ولا يُدرك ذكاتُها (١١) .
٢١٧ - وقولهم: لأُرِيَنَّكَ الكواكب بالنهارِ
(١٢)
قال أبو بكر: معناه: لأحزنَنَّكَ ولأَغُمَّنَّكَ ولأُبرحنّ بك، حتى يُظلِمَ عليك نهارُكَ، فترى الكواكب، لأنّ الكواكب لا تبدو في النهار إلا في شِدَّةِ الظُلمة. قال النابغة (١٣) يذكر يوم حرب:
(تبدو كواكِبُهُ والشمس طالِعةٌ ... لا النورُ نورٌ ولا الإِظلامُ إظلامُ)
وقال طرفة (١٤) يذكر امرأة:
(إنْ تُنَوِّلْهُ فقد تمنَعُهُ ... وتُرِيهِ النجمَ يجري بالظُهُرْ)
(٩) اللسان والتاج (وقذ) . (١٠) المائدة ٣. (١١) ينظر: زاد المسير ٢ / ٢٧٩. (١٢) الفاخر ١١٣، شرح القصائد السبع ٤٥٨، الوسيط في الأمثال ١٩٠. (١٣) ديوانه ٢٢٢ من قصيدة مجرورة والرواية هنا على الإقواء (١٤) ديوانه ٥٠. [في: في الظهر.]