(إذا كنتَ في قومٍ طِوالٍ فضلتَهُم ... بعارِفةٍ حتى يُقالَ طَويلُ)(١٠)
أراد: بنفس عارفة، أي: صابرة. وقال الآخر (١١) : ١٩٤ / أ
نفسٌ عروفٌ إذا ما أُكْرِمَتْ أَلِفَتْ ... وإنْ تَرَ الهونَ لا تألَفْ على الهونِ)
أراد بالعروف: الصابرة. ويقال: بهيمة مصبورة، يُراد بها: محبوسة. وقد استحلف القاضي فلاناً يميناً صَبْراً، أي: حبسه، وألزمه اليمين. فإن حلف من غير أن يحبس ويلزم اليمين، لم يقل: حلف صبراً. والبهيمة المُجَثَّمَة: هي التي تحبس وتجثم، من الأرانب وغيرها من الطير ومما يجثم (١٢) والجثوم بمنزلة البروك للإبل، يقال: قد جثَّمتُهُ فجثم، أي: طالبته بالبروك وأردته منه حتى برك.
٧٠٥ - وقولهم: هو رِجْسٌ نِجْسٌ
(١٣)
قال أبو بكر: الرجس: النتن، قال الله، جل اسمه:{فزادتهم رِجْساً إلى رجْسهم}(١٤) ، أراد: نتناً إلى نتنهم. و " النِّجْس " بمعنى " النَّجس "، وإنما تكسر (١٥) نونه إذا جاء بعد " رِجس "، فإذا أُفرِد قيل: نَجْس، ولم يُقَل: نِجْسٌ. و " الرجز " بالزاي يقال: هو الرجس، بالسين، معناه كمعناه، و " الزاي " و " السين " أختان في (٢١٤) هذا الموضع، وفي قولهم: الأَزْد، والأَسْد (١٦) ؛ ولزِق به، ولسِق به (١٧) . ويقال: الرجز، بالزاي: العذاب، قال الله، تبارك وتعالى:{رِجْزاً من السماء}(١٨) ، أراد: عذاباً. وقال رؤبة (١٩) :
(١٠) لرجل من الفزاريين في شرح ديوان الحماسة (م) ١١٨٢ وفيه: في القوم الطوال أصبتهم. (١١) لم أقف عليه. (١٢) غريب الحديث ١ / ٢٥٥. (١٣) الاتباع ٩٩. (١٤) التوبة ١٢٥. (١٥) ك: يكسرونه. (١٦) القلب والإبدال ٤٤، الإبدال ٢ / ١٧٧. (١٧) الإبدال والمعاقبة والنظائر ٦٤، الإبدال ٢ / ١١٥. (١٨) البقرة ٥٩. (١٩) ديوانه ٦٤ وفيه: ما رامنا.. إلا وقمنا.