قال أبو بكر: فيه قولان: يقال: معناه قد تغيّر وجهه من شدة البكاء.
ويقال: معنى قد فحم الصبي: قد بكى حتى انقطع [صوته من البكاء](١٧٠) . [من ذلك قولهم: قد عدا حتى فحم، أي: حتى انقطع] . ويقال: ناظرتُ فلاناً فأفحمته، أي: قطعته. ويقال للذي لا يقول الشعر: مُفْحمٌ، لأنه منقطع عن قول الشعر. (٦١٠)
(/ بذلوها لابنِ السبيلِ وللعافي ... فللمعتفين فيها طريقُ)(١٧٢) وقال أبو عبيدة (١٧٣) : العدن: الإِقامة، يقال: عدن الرجل في الموضع: إذا أقام فيه. وإنما سمي معدِن الذهب والفضة معدِناً لإقامتهما فيه. قال الأعشى (١٧٤) :
(وإن يستضيفوا إلى حِلْمِهِ ... يضافوا إلى راجح قد عَدَنْ) وقال الحسن (١٧٥) : قال عمر بن الخطاب (رض) لكعب الأحبار: إني سمعت الله عز وجل يذكر عدناً في غير موضع من القرآن. فما هو؟ قال:[هو] قصر في الجنة لا يسكنه إلا نبي أو صدِّيق نبي أو شهيد.
وقال الحكم (١٧٦) : عدن: [قصر] في الجنة، لا يسكنه [أحد] إلاّ نبي أو
(١٦٩) الفاخر ٢٠٠. وجاء في اللسان (فحم) : (وفَحَم الصبي بالفتح يفحَمُ، وفَحِمَ فَحْماً وفُحوماً وفُحمَ وأفْحِم، كل ذلك إذا بكى حتى ينقطع نفسه) . (١٧٠) من ك. (١٧١) تفسير الطبري ١٠ / ١٧٩، تفسير القرطبي ٨ / ٢٠٤ وفيهما أقوال كعب والحكم وابن عمر. (١٧٢) لم أقف عليهما. (١٧٣) مجاز القرآن ١ / ٢٦٣. (١٧٤) ديوانه ١٧. [في: أ: حكمه] . (١٧٥) (قال الحسن) ساقط من ك. وفيها: قال عمر.. قال كعب: إني سمعت رسول الله.. (١٧٦) هو الحكم بن عتيبة الكوفي، توفي ١١٣ هـ. (تهذيب التهذيب ٢ / ٥٤، طبقات الحفاظ ٤٤) .