قال أبو بكر: معناه: وجميل نِعَمِهِ عندك. والبلاء ينقسم على أربعة أقسام:
يكون البلاء من البليّة.
ويكون البلاء: النِعم. قال الله عز وجل:{وفي ذلك بلاءٌ من ربِّكم عظيمٌ}(١٤) ، فيه قولان: أحدهما: أن يكون المعنى: فيما صنع بكم من إنجائِه إيّاكم من فرعون وقومه، وهم يُذّبِّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم، بلاء عظيم، أي نعمة عظيمة.
والقول الآخر أن يكون البلاء من البليّة. ويكون المعنى: فيما كان يصنع بكم فرعون من إيذائه (١٥) إياكم بلية عظيمة. قال الشاعر:
(فما من بلاءٍ صالحٍ أو تكرُّم ... ولا سؤدَدٍ إلّا له عندنا أَصْلُ)(١٦)
ويكون البلاء: الاختبار. قال الله عز وجل:{ولنَبْلُوَنَّكُم}(١٧) فمعناه: ولنختبرنكم. وقال عز وجل {وبَلَوْناهم بالحسناتِ والسيئاتِ}(١٨) فمعناه: اختبرناهم بالخصب والجدب. وقال:{يومَ تُبلى السرائر}(١٩) ، [معناه: يوم تختبر السرائر] . قال زهير (٢٠) : (٣٤٩)
(جزى اللهُ بالإِحسانِ ما فعلا بكم ... فأَبلاهما خيرَ البلاءِ الذي يَبْلُو)
معناه: فاختبرهما. وقال أبو الأسود الدؤلي (٢١) :
(١٣) اللسان (بلا) . وينظر شرح القصائد السبع. (١٤) البقرة ٤٩. وفي تفسير مقاتل ١ / ٣٥: (وبلاء) أي نقمة. (١٥) من ك، ق، ف وفي الأصل: أذاه. (١٦) بلا عزو في شرح القصائد السبع ٤٧٦. (١٧) البقرة ١٥٥، محمد ٣١. (١٨) الأعراف ١٦٨. (١٩) الطارق ٩. (٢٠) ديوانه ١٠٩. (٢١) ديوانه ٣٨. وينظر شرح القصائد السبع: ٧٥.