قال أبو بكر: فيه قولان: قال قوم: معنى تبارك: تقدس، أي: تطهر. والقدس عند العرب: الطهر، والماء المقدس، هو الماء المطهر، وروح القدس معناه: الطهر، والقُدُّوس: الذي طهر من الأولاد والشركاء والصاحبة. قال رؤبة:(١١٩) :
(دعوتُ ربَّ العزَّة القُدُّوسا ... )
(دُعاءَ مَنْ لا يضربُ الناقوسا ... )
قال الله عز وجل، وهو أصدق قيلا:{يُسَبِّحُ لله ما في السمواتِ وما في الأرض الملكِ القُدُّوسِ}(١٢٠) ، معناه: الطاهر. ومعنى يسبح لله: ينزه الله. (١٤٨)
ومن العرب من يقول: القدوس، بفتح القاف، وبه قرأ أبو الدينار الأعرابي (١٢١) .
وقال قوم: معنى تبارك اسمك: تفاعل من البركة. أي: البركة تُكسب وتُنال / بذكر اسمك. (٢٢ / ب)
والاسم فيه أربع لغات (١٢٢) : اسم، بكسر الألف. واسم، بضم الألف، إذا ابتدأت بها. وسِمٌّ، بكسر السين. وسُمٌّ، بضم السين. قال الشاعر (١٢٣) :
(واللهُ أَسماكَ سِماً مُباركَا ... )
(آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكَا ... )
(١١٨) هو تتمة للحديث الشريف السابق: (سبحانك اللهم وبحمدك) ، سنن ابن ماجة ٢٦٥. (١٩٩) ديوانه ٦٨. (١٢٠) الجمعة ١. (١٢١) المحتسب ٢ / ٣١٧. وينظر الشواذ ١٥٦. ولم أجد لأبي الدينار ترجمة فيما بين يدي من مصادر. (١٢٢) ينظر: المنصف ١ / ٦٠، الإنصاف ١٦، اللسان (سما) (١٢٣) ساقطة من ك. والبيت أنشده يعقوب في إصلاح المنطق: ١٣٤. قال: أنشدني القناني. ولعل هذا ما جعل العيني ينسبه في المقاصد النحوية إلى أبي خالد القناني.