قال أبو بكر: قال أبو عبيدة (١١٥) : معناه: قلبه صُلْبٌ يابسٌ. قال: ويقال: قد قَسا القلب يقسو، وقد عَتَا، وقد عَسَا، وقد جَسَا جسواً: بمعنى يبس وصلب. قال الراجز:
(وقد قَسَوْتُ وقسا لداتي ... )(١١٦)
ويقال: قلب قاسٍ / وقَسِيٌّ بمعنىً، وقلوب قاسية وقَسِيّة. قال الله عز (١٣٠ / ب) وجل: {وجعلنا قلوبَهم قاسِيةً}(١١٧) ويُقرأ: {قَسِيَّةً}(١١٨) .
قال الكسائي والفراء: القاسية والقسية لغتان معناهما واحد.
وقال أبو عبيد (١١٩) : القاسية: مأخوذة من القسوة، والقَسِيّة: التي ليست بخالصة الإيمان، وقد خالطها زَيعٌ وشَكٌ. قال: وهو بمنزلة الدرهم القَسِيّ الذي (٤٤٤) قد خالطه غِشٌّ من نحاس وغيره. واحتج بقول عبد الله بن مسعود:(ما يسرني أن لي دين الذي يأتي الكاهن بدرهم قَسِيٍّ)(١٢٠) . واحتج بقول أبي زبيد (١٢١) يصف وقع المساحي في الحجارة:
(لها صواهِلُ في صُمِّ السِّلامِ كما ... صاحَ القَسِيّاتُ في أيدي الصيارِيفِ)
(١١٤) اللسان والتاج (قسا) . (١١٥) المجاز ١ / ١٥٨. (١١٦) بلا عزو في مجاز القرآن ١ / ١٥٨ وتفسير الطبري ٦ / ١٥٤. وفي الأصل: لدتي. ولدتي ولداتي واحد. وهو المساوي له في سنه. (١١٧) المائدة ١٣. (١١٨) وهي قراءة حمزة والكسائي كما في السبعة ٢٤٣. (١١٩) غريب الحديث ٤ / ٦٩. (١٢٠) غريب الحديث ٤ / ٦٨، النهاية ٤ / ٦٣. (١٢١) شعره: ١١٩.