فمعناه: أنه يرجع (٩١) إلى حالته الأولى. يقال: ركسته، وأركسته: إذا أعدته إلى أمره الأول. قال الله عز وجل:{والله أَرْكَسَهُم بما كَسَبوا}(٩٢) ، فمعناه: أعادهم إلى الكفر. ويقال: القوم أركسوا، وركسوا، بمعنى (٩٣) . و " أبسلوا " مخالف لأركسوا، إذا كان معناه: أسلموا وارتهنوا. قال الشاعر (٩٤) :
(وإبسالي بَنِيَّ بغيرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناه ولا بدَمٍ مُراقِ)
وقال الآخر (٩٥) :
(هُنالكَ لا أرجو حياةً تَسُرُّني ... سَمِيرَ الليالي مُبْسَلاً بالجرائرِ)
أراد: مُسْلَماً مرتَهَنَاً. (٢٢٥)
٧٢٠ - وقولهم: قوم نصارى
(٩٦)
قال أبو بكر: قال بعض أهل العلم (٩٧) : سموا نصارى، لنزولهم قرية يقال لها: ناصرة.
وقال آخرون (٩٨) : سموا نصارى، لنصرتهم عيسى (ع) في أول الأمر. يدل على هذا أنهم يُسَمُّون النصارى: أنصاراً. قال الشاعر:
(لمّا رأيتُ نَبَطاً أنصارا ... )
(شمَّرتُ عن رُكْبَتِيَ الإِزارا ... )
(كنتُ لها من النصارى جارا ... )(٩٩)
(٩١) ك: رجع. (٩٢) النساء ٨٨. (٩٣) ساقطة من ك. (٩٤) عوف بن الأحوص في مجاز القرآن ١ / ١٩٤ ومجمل اللغة ١ / ٧٠، وبعوناه: جنيناه. (٩٥) الشنفرى، شعره: ٣٦ وفيه: سجيس الليالي. (٩٦) اللسان (نصر) . (٩٧) الطبري في تفسيره: ١ / ٣١٨ نقلا عن ابن عباس وقتادة. (٩٨) ينظر: تفسير الطبري ١ / ٣١٨. (٩٩) الأبيات بلا عزو في معاني القرآن ١ / ٤٤ وتفسير الطبري ١ / ٣١٨، والأضداد ٣٤١، وأمالي ابن الشجري ٧٩، ٣٧١.