قال أبو بكر: العامة تخطىء في هذا، فتظن أن " الزوج " اثنان، وليس ذلك (٢١٠) من مذاهب العرب، إذ كانوا لا يتكلمون بالزوج موحداً في مثل هذا الموضع، ولكنهم يثنونه فيقولون: عندي زوجان من الحمام، يعنون الذكر والأنثى، وعندي زوجان من الخفاف، يعنون اليمين والشمال. ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين: نحو: الأسود والأبيض، والحلو والحامض.
يدلُّ على هذا قول الله جل وعلا:{وأنَّهُ خَلَقَ الزوجينِ الذكَرَ والأُنثى}(٣٦٧) . فأوقع " الزوجين " على " اثنين " وقال في موضع آخر: {ثمانية أزواجٍ من الضَأنِ اثنين ومن المعزِ اثنينِ}{ومنَ الإِبِلِ اثنَيْنِ ومنَ البَقَرِ اثنَيْنِ}(٣٦٨) . فدلَّ هذا على أنّ الأزواج أفراد.
(٣٦٤) قال أبو حاتم في المذكر والمؤنث ق ١٦١ ب: (والطريق يؤنثه أهل الحجاز، ويذكره أهل نجد وأكثر العرب. والقرآن كله يدل على التذكير) . (٣٦٥) ديوانه ٨٢ - ٨٣. وقال أبو بكر في المذكر والمؤنث ٣٤١: (وقال أحمد بن عبيد: لم يسمع تأنيث " الطريق " إلا في قول ابن قيس الرقيات) وأنشد هذه الأبيات. وتقدمت: سارت سيراً ليس بعجل ولا مبطىء. وعبيد الله بن قيس الرقيات. أموي. ت نحو ٨٥ هـ. (الشعر والشعراء ٥٣٩. الأغاني ٥ / ٧٣) . (٣٦٦) المذكر والمؤنث ٣٨١ - ٣٨٣، والتهذيب ١١ / ١٢٣، واللسان (زوج) . (٣٦٧) النجم ٤٥. (٣٦٨) الأنعام ١٤٣ - ١٤٤.