قال أبو بكر: معناه: أعلم وأبيِّن أن محمداً متابع للإخبار عن الله عز وجل.
والرسول معناه في اللغة الذي يتابع أخبار الذي بعثه. أُخِذ من قول العرب: قد جاءت الإِبل رَسَلاً: إذا (١٣٤) جاءت متتابعة. قال الأعشى (١٣٥) :
(يسقي دياراً لنا قد أَصْبَحَتْ غَرَضا ... زوراءَ أَجْنَفَ عنها القَوْدُ والرَّسَلُ)(١٥ / أ) / القود: الخيل، والرسل: الإِبل (١٣٦) المتتابعة.
والرسول يقال في تثنيته: رسولان، وفي جمعه: رسُل. ومن العرب مَنْ يُوحِّده في موضع التثنية والجمع، فيقول: الرجلان رسولك والرجال رسولك. قال الله - عز وجل - في موضع:{إنَّا رسولا ربِّك}(١٣٧) ، وقال في موضع آخر:(١٢٨){إنَّا رسولُ ربِّ العالمينَ}(١٣٨) . فالموضع الذي قال فيه:{إنا رسولا ربك} ، خرج الكلام فيه على الظاهر، لأنه إخبار عن موسى وهارون. والموضع الذي قال فيه:{إنا رسولُ ربِّ العالمين}(١٣٩) ، قال يونس (١٤٠) وأبو عبيدة (١٤١) : وحد الرسول (١٤٢) ، لأنه في معنى الرسالة، كأنه قال: إنّا رسالةُ ربِّ العالمين. واحتج يونس بقول الشاعر:
(١٣٣) سنن ابن ماجة ٢٣٤. وينظر تهذيب اللغة: ١٢ / ٣٩١. (١٣٤) من ك، ر. وفي الأصل: إذا. (١٣٥) ديوانه ٤٤. (١٣٦) من هنا ساقط من ك. ينظر المذكر والمؤنث: ٢٣٥ - ٢٣٧. (١٣٧) طه ٤٧. (١٣٨) الشعراء ١٦. (١٣٩) (فالموضع الذي ... العالمين) ساقط من ل بسبب انتقال النظر، وهذا يحدث في الجمل المتشابهة النهايات. (١٤٠) يونس بن حبيب البصري، توفي سنة ١٨٢ هـ. (المعارف ٥٤١، معجم الأدباء ٢٠ / ٦٤، الأنباه ٤ / ٦٨) . (١٤١) مجاز القرآن ٢ / ٨٤. (١٤٢) ف، ق: الرسول ها هنا.