قال أبو بكر: معناه: قد ذهبوا في البلاد. قال عز وجل:{فشَرِّدْ بهم مَنْ خَلْفَهُمْ}(٣٠) معناه: فسَمِّعْ بهم مَنْ خلفهم. ويقال: معناه: فَزِّع بهم مَنْ خلفهم. قال الشاعر (٣١) :
(أُطوِّفُ في الأباطحِ كلَّ يومٍ ... مخافةَ أنْ يُشَرِّدَ بي حكيمُ)
معناه: أن يُسَمِّع بي.
٣٥٢ - وقولهم: فلانٌ طَرِيدٌ شَرِيدٌ
(٣٢)
قال أبو بكر: / الطريد، معناه في كلام العرب: المطرود، فصُرِف عن (٣٣)(١٦٠ / ب) مفعول إلى فعيل كما قالوا: مقتول وقتيل، ومجروح وجريح.
والشريد فيه قولان: أن يكون: الهارب، من قولهم: قد شرد البعير وغيره: إذا هرب. قال الشاعر (٣٤) :
(أين الرقادُ الذي قد كنتُ أعهدُهُ ... ما بالُهُ عن جفونِ العيْنِ قد شَرَداً)(٥٢٢)
وقال الأصمعي (٣٥) : الشريد: المُفُرَدُ. وكذلك قال اليمامي (٣٦) . وأنشد:
(تراهُ أمام الناجياتِ كأَنَّه ... شريدُ نعامٍ شَذَّ عنه صواحبُهْ)(٣٧)
قال أبو بكر: قال الأصمعي: أصل المُخاتلة: المشي للصيد قليلاً قليلاً،
(٢٩) اللسان والتاج (شرد) . وفي ك: شرد. (٣٠) الأنفال ٥٨. (٣١) شاعر من هذيل كما في القرطبي ٨ / ٣١ وبلا عزو في زاد المسير ٣ / ٣٧٢. وحكيم: رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ على أيدي السفهاء. (٣٢) الفاخر ١٠٢. (٣٣) ك: عن. [ف: من] . (٣٤) لم أقف عليه. (٣٥، ٣٦) الفاخر ١٠٢. (٣٧) للأحيمر السعدي كما في الفاخر ١٠٢. (٣٨) الفاخر ١٠٢