قال أبو بكر: معناه: كاملُ الفِطْنَةِ، تامُّها، من قول العرب: قد ذَكَتِ النارُ تذكو: إذا تَمَّ وقودها. ويقال: أَذْكَيْتُها: إذا أتممت وقودَها. ويقال: مِسْكٌ ذكيٌّ: إذا كان تامَّ الطيبِ، كاملَ نفاذِ الريحِ. قال جميل (١٣٧) :
(صادَتْ فؤادي بعينيها ومُبْتَسَمٍ ... كأنَّه حينَ أَذْكَتْهُ لنا بَرَدُ)
ويقال: قد ذَكَّيْتُ الشاة: إذا أتممت (١٣٨) ذبحها، وبلغت الحدَّ الواجبَ فيه. قال الشاعر:
(نَعَم هو ذَكَّاها وأنتَ أَضعْتَها ... وألهاكَ عنها خُرْفَةٌ وفَطِيمُ)(١٣٩)
والعرب تقول: جَرْيُ المُذَكّيِاتِ غلابٌ (١٤٠) ، أي: جري المَسَانَّ مغالبةٌ، (٣٧٨) وذلك أنَّ المُذكية من الخيل، وهي التي تمَّت قوتُها وشبابها، تُحمَلُ على الخَشِن من
(١٣٥) بلا عزو في اللسان (فرك) . (١٣٦) أخبار الأذكياء ١٠ - ١١ وفيه كلام ابن الأنباري. (١٣٧) ديوانه ٥٨ وفيه: حين أبدته. (١٣٨) من ك، وفي الأصل: تممت. (١٣٩) بلا عزو في أخبار الأذكياء ١٠. (١٤٠) أمثال العرب ٢٨، جمهرة الأمثال ١ / ٢٩٩.