قال أبو بكر: قال يعقوب بن السكيت وغيره: البابة عند العرب: الوجه، والبابات: / الوجوه. وأنشد:(٨٣ / ب)
(بني عامرٍ ما تأمرونَ بشاعرٍ ... تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائياً)(٢)
معناه: تخير هجائي من وجوه الكتاب. فإذا قال الناس: الشيء من بابتي، فمعناه: من الوجه الذي أريده ويصلح لي.
١٦٣ - وقولهم: قد أَسِفَ فلان على كذا، وهو متأسِّفٌ على ما فاتَهُ
(٣)
قال أبو بكر: فيه قولان:
أحدهما أن يكون المعنى: حزن على ما فاته، لأن الأسف عند العرب الحزن. قال الضحاك في قول الله عز وجل:{فلعلَّكَ باخِعٌ نفسَكَ على آثارِهم إنْ لم يؤمنوا بهذا الحديثِ أَسَفاً}(٤) ، معناه: حزناً.
والقول الآخر: أن يكون معنى أَسِفَ على كذا [وكذا] : جَزِعَ على ما فاته. قال مجاهد في قول الله عز وجل:{إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً} معناه: جزعا. قال الأعشى (٥) :
(إلى رجلٍ منهم أَسِيفٍ كأنّما ... يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا)
وقال قتادة في قول (٦) الله عز وجل: {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً}(٣١٥) معناه: غضباً.
(١) اللسان والتاج (بوب) . (٢) لابن مقبل، ديوانه ٤١٠. (٣) اللسان (أسف) . (٤) الكهف ٦. وينظر في معنى (أسفا) : تفسير مجاهد: ٣٧٣، تفسير الطبري ١٥ / ١٩٥، زاد المسير ٥ / ١٠٥. (٥) ديوانه ٨٩ وفيه: أرى رجلاً منكم (٦) سائر النسخ: في معنى قول ... معناه.