وقال النبي:(المُتشّبِّعُ بما لا يملكُ كلابسٍ ثَوْبَيْ زُورٍ)(٢٥٧) . أراد: كفاعل فعل قبيح. والمتشبع بما لا يملك هو الذي ينتفج (٢٥٨) بما ليس عنده، ليغيظ جليسه، ويُصغّر نعم الله عنده.
قال أبو بكر: قال بعض أهل اللغة: إنّما سُميت الريح ريحاً، لأنَّ الغالب عليها في هبوبها المجيء بالرَّوح والراحة، وانقطاع هبوبها يكسب الكَرْبَ والغَم والأذى. فهي مأخوذة من " الرَّوْحِ ".
وأصلها: رِوْحٌ، فصارت الواو ياء، لسكونها وانكسار ما قبلها (٢٦١) ، كما فعلوا مثل ذلك في " الميزان " و " الميعاد " و " العيد ".
والدليل على أن أصل " ريح ": رِوْح، قولهم في الجمع: أرواح، ولو كانت الياء صحيحة في " الريح " لقيل في الجمع: أرياح، و " أرياح " خطأ لا تتكلم العرب به (٢٦٢) . قال زهير (٢٦٣) : (٣٩٨)
(قف بالديارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ ... بلى وَغِيَّرها الأرواحُ والدِيَمُ)
(٢٥٦) بلا عزو في اللسان (طلس) .
(٢٥٧) النهاية ٢ / ٣١٨. (٢٥٨) ك: ينتفخ. (٢٥٩) ل: لمخالفة علانيته سريرته. (٢٦٠) اللسان (روح) . (٢٦١) رسالة الريح ٢٢٢. (٢٦٢) قال ابن خالويه في رسالة الريح ٢٢٢: (وذكر اللحياني في نوادره: أرياح، وذلك شاذ مثل حوض وأحواض) . (٢٦٣) ديوانه ١٤٥.