قال أبو بكر: قال أبو العباس: النمام معناه في كلام العرب: الذي لا يمسك الأحاديث، ولا يحفظها: من قولهم: جلود نَمَّة: إذا كانت لا تمسك (٤٨٤) الماء. ويقال: قد نَمَّ فلان ينمُّ نَمّاً: إذا ضيَّع الأحاديث ولم يحفظها. أنشد الفراء:
(بَكَتْ من حديثٍ نَمَّهُ وأشاعَهُ ... ولَصَّقَهُ واشِ من القوم راضعُ)(١١٣)
/ ويقال للنمام القَتّات. قال النبي:(لا يدخل الجنة قتّاتٌ)(١١٤)(١٤٥ / أ) ويقال: قَتّ يقُتُّ قَتّاً (١١٥) : إذا مشى بالنميمة. ويقال للنمام: القَسّاس، والقَمّام، والدّراج، والهمّاز، واللمّاز، والغمّاز، والمُهَيْنم، والمُهتمل، والمَؤوس، والمِمأَس (١١٦) ، [والمائس] ، والنمِل (١١٧) . ويقال: مأَس الرجل بين القوم يمأَس بينهم مأْساً: إذا مشى بينهم بالنميمة. ويقال: نمل الرجل: إذا مشى بالنميمة.
٣٠٨ - وقولهم: قد تَرَبَّدَ وجهُ فلانٍ
(١١٨)
قال أبو بكر: معناه: قد تغيَّر وجهه، وصار لونُه كلون الرماد. قال أبو العباس: هو من قولهم: نعامةٌ رَبْداء، ورَمْداء (١١٩) : إذا كان لونها كلون الرماد. قال الأعشى (١٢٠) : (
وإذا أطاف لُغامُهُ بسَدِيسِهِ ... فثَنَى وزادَ لجاجةً وتَرَبَّدا)
(شَبَّهْتُهُ هِقْلاً يباري هِقْلَةً ... ربداءَ في خِيْطٍ نقانقَ أُبَّدا)
( [إلا كخارجة المكلفِ نفسه ... وابني قَبِيْصَةَ أن أغيب ويشهدا] )
(١١٢) اللسان (نمم) . (١١٣) اللسان (نمم) بلا عزو. (١١٤) غريب الحديث ١ / ٣٣٩. (١١٥) ساقطة من ك. (١١٦) بعدها في ك: والواشي. (١١٧) ساقطة من سائر النسخ. (١١٨) اللسان والتاج (ربد) . (١١٩) ساقطة من ل. (١٢٠) ديوانه ١٥٢ وفيه: وتزيدا، وعجز الثاني: رمداء.. أرمدا.