قال أبو بكر: معناه: قد انحنى وتطامن ومال إلى الأرض. من قول العرب: قد سجدت الدابة، وأسجدت، إذا خفضت رأسها لتركب. قال الشاعر (٧٤) :
(وكِلتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأسُها ... كما سَجَدَتْ نصرانَهٌ! تَحَنَّفِ)
/ ويقال: قد (٧٥) سجدت النخلة: إذا مالت، ونخلة ساجدة، ونخل (٢٠ / أ) سواجِد ومن ذلك قول الله عزوجل: {والنجمُ والشجرُ يسجدان}(٧٦) ، قال الفراء (٧٧) : معناه: يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء.
ويكون السجود على جهة الخشوع والتواضع والتذلل لله؛ كقوله عز وجل:{أَلَم تر أنَّ الله يسجد له مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض والشمسُ والقمرُ والنجومُ والجبالُ والشجرُ والدوابُّ}(٧٨) ، فسجود الشمس والقمر والنجوم والجبال على جهة التواضع والتذلل لخالقها عز وجل. قال الشاعر (٧٩) :
(ساجدَ المنخر لا يرفعُهُ ... خاشعَ الطرفِ أَصمَّ المُسْتَمَعْ)
أراد: خاضعاً ذليلاً. وقال الآخر (٨٠) :
(بجمْعٍ تَضِلُّ البُلْقَ في حَجَراتِهِ ... ترى الأُكْمَ منها سُجَّداً للحوافِرِ)
أراد خاشعة ذليلة. (١٤٢)
ويكون السجود على معنى التحية؛ كقول الشاعر:
(وبنيتُ عَرْصَةَ منزلٍ برباوةٍ ... بينَ النخيلِ إلى بقيعِ الغَرْقدِ)
(قد كانَ ذو القرنينِ جدِّيَ مُسْلِماً ... ملكاً تدينُ له الملوكُ وتسجدُ)(٨١)
(٧٣) ينظر: الأضداد ٢٩٤، أضداد الأصمعي ٤٣، أضداد أبي الطيب ٣٧٨، اللسان (سجد) . (٧٤) أبو الأخزر الحماني كما في كتاب سيبويه ٢ / ٢٩، ١٠٤ والأنصاف ٤٤٥. (٧٥) (قد) ساقطة من ك. (٧٦) الرحمن ٦. وفي ك: والشمس. (٧٧) معاني القرآن ٣ / ١١٢. (٧٨) الحج ١٨. (٧٩) سويد بن أبي كاهل، ديوانه ٣٤. وينظر الأضداد: ٢٩٥. (٨٠) زيد الخيل، ديوانه ٦٦. وينظر الأضداد: ٢٩٥. (٨١) الأول بلا عزو في المقصود والممدود للقالي ١٩٢، والثاني بلا عزو في الأضداد ٢٩٥ وهما من شعر ينسب إلى