والجنادب جمع الجندب. قال عِكْرِمة (٦٢) في قول الله عز وجل: {فأرسلنا عليهم الطوفانَ والجرادَ والقُمَّلَ والضفادعَ}(٦٣) القمل: الجنادب، وهي الصغار (٨٦ / ب) من الجراد، واحدها: قُمَّلة. [و] قال الفراء: يجوز أن يكون / واحد القمل قامِلاً، فيكون: قامِل وقُمَّل، مثل (٦٤) قولهم: راكِع ورُكَّع، وصائِم وصُوَّم.
وقال غيرهما (٦٥) : يأتيك بالأمر من فَصّه، معناه: يأتيك بالأمر من مفصله. أُخذَ من فصوص العظام، وهي مفاصِلُها، واحدها: فَصّ. قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (٦٦) :
(فَرُبّ امرىءٍ تزدريهِ العيونُ ... يأتيكَ بالأمرِ من فَصِّهِ)
١٦٩ - وقولهم: بينَ الرجلينِ مُمالَحَةٌ
(٦٧)
قال أبو بكر: قال الأصمعي (٦٨) : معناه: بينهما رَضاعٌ. يقال: قد مَلَحَتْ فلانة لفلان: إذا أرضعتْ له.
من ذلك الحديث الذي يَرويه ابن إسحاق (٦٩) عن عمرو بن شُعيب (٧٠) عن أبيه عن جده: (أنَّ وفدَ هوازنَ أتوا النبي يكلمونه في سَبْي أو طاسٍ (٣٢٤) وحنينٍ، فقال له رجل من بني سعد بن بكر: يا محمد، لو كُنّا مَلَحْنا للحارث بن
(٦٢) قولا عكرمة والفراء في تهذيب اللغة ٩ / ١٨٦ نقلاً عن ابن الأنباري (٦٣) الأعراف ١٣٣. (٦٤) سائر النسخ: بمنزلة. (٦٥) ابن السكيت في إصلاح المنطق ١٦٢. (٦٦) شعره: ٥١. وعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، من الطالبيين، طلب الخلافة سنة ١٢٧ هـ. فقتل نحو ١٢٩ هـ. (مقاتل الطالبيين ١٦١، الكامل في التاريخ ٥ / ٣٢٤) . (٦٧) غريب الحديث: ٢ / ٢١٣ - ٢١٤ الفاخر ١١، اللسان (ملح) . وينظر المذكر والمؤنث: ٤٢٠ - ٤٢١. (٦٨) الغريب المصنف ٦٦١. (٦٩) محمد بن إسحاق صاحب السيرة النبوية، توفي ١٥١ هـ. (طبقات ابن سعد ٧ / ٣٢١، وفيات الأعيان ٤ / ٢٧٦) . (٧٠) من رجال الحديث، توفي ١١٨ هـ. (تهذيب التهذيب ٨ / ٤٨) .