فقال له: يرحمك الله، ثم عطس) أي ثانيًا (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الرجل (١) مزكوم) أي مريض في الزكام، ولعله - صلى الله عليه وسلم - علم كونه مزكومًا بظاهر حاله فكفّ عن التشميت بعد الواحدة.
وقال النووي (٢): معناه (٣): أنك لست ممن يشمت بعدها، لأن الذي بك مرض، وليس عن العطاس المحمود الناشئ عن خفة البدن، فإن قيل: فإذا كان مريضًا فينبغي أن يشمت بالطريق الأولى، لأنه أحوج إلى الدعاء من غيره؟
قلنا: نعم، لكن يدعى له بدعاء يلائمه لا بدعاء مشروع للعاطس، بل من جنس دعاء المسلم للمسلم بالعافية، قال: واختلف العلماء هل يقال لمن تتابع عطاسه: أنت مزكوم في الثانية أو الثالثة أو الرابعة على أقوال، والصحيح في الثالثة.
(٩٣)(بَابٌ كيْفَ يُشَمَّتُ الذِّمِّيُّ)
٥٠٣٨ - (حدثنا عثمان بن أبي شيبة، نا وكيع، نا سفيان،
(١) والحديث هكذا أخرجه الترمذي برواية ابن المبارك عن عكرمة، ثم أخرج برواية يحيى بن سعيد عن عكرمة بلفظ: أنه قال في الثالثة: "مزكوم"، ثم قال: هذا أصح من حديث ابن المبارك، وبسط فيه الحافظ (١٠/ ٦٠٥). (ش). (٢) انظر: "الأذكار" (ص ٣٤٨). (٣) وتعقب كلامه القاري ومال إلى أنه مؤكد إلى الثلاث، وبعد ذلك لا يبقى التأكيد إلَّا أن الندب باقٍ، وحكى ابن عابدين (٩/ ٥٩٤) أن التشميت بعد الثلاث أيضًا حسن، وهكذا في "الفتاوى العالمكَيرية" (٥/ ٣٢٦)، وفي "الفتاوى السراجية": التشميت واجب إلى ثلاث إن حمد، وبعد ذلك مخير، وفي "قاضي خان" (٤/ ٣٧٨) إن فعل حسن، وإن لم يفعل فحسن أيضًا، انتهى. (ش).