(٢) بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَجُوزُ لِلْمُوصِي في مَالِهِ
٢٨٦٤ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَابْنُ أَبِى خَلَفٍ قَالَا: نَا سُفْيَانُ, عَنِ الزُّهْرِىِّ, عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ مَرَضًا (١) أَشْفَى فِيه, فَعَادَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
===
"لا نورث، ما تركنا صدقة"، تدلان على أن ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفسه وملكه شيئًا إلَّا جعل جميعها صدقة، فصح قول عائشة - رضي الله عنها -: "ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارًا ولا درهمًا ولا بعيرًا ولا شاة"، أي: لم يترك في ملكه بل جعل كلها صدقة.
(ولا أوصى بشيء) من المال والخلافة، وأما الأحاديث الصحيحة في وصيته - صلى الله عليه وسلم - بكتاب الله ووصيته لأهل البيت، وإخراج اليهود من جزيرة العرب، وإجازة الوفد، فليست مرادة بقولها:[ولا] أوصى، قاله القاري.
(٢)(بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَجُوزُ لِلمُوصِي في مَالِهِ)
٢٨٦٤ - (حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن أبي خلف قالا: نا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد) بن أبي وقاص، (عن أبيه) سعد (قال) سعد: (مرض)(٢) أي: سعد، عبَّر نفسه بالغيبة (مرضًا أشفى فيه) أي: قرب فيه من الموت (فعاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من العيادة، (فقال: يا رسول الله،
(١) زاد في نسخة: "قال ابن أبي خلف: بمكة، ثم اتفقا". (٢) في "المشكاة" من الحديث المتفق عليه: "مرضت عام الفتح"، قال القاري (٦/ ٢٥٢): وفي هامش نسخة ميرك شاه: صوابه: "عام حجة الوداع". وجمع صاحب "تنقيح الرواة"، من قال فيه: حجة الوداع ورجحه أيضًا، وقال: ليس في "الصحيحين" إلَّا هذا، وأما غزوة الفتح فهو في رواية للترمذي، والحافظ (٥/ ٣٦٣)، والعيني (١٠/ ١٢)، قالا: إن الفتح وهم، ثم جمعا بينهما باحتمال التعدد. (ش).