"لا تذكروا هَلْكاكم إلا بخير"، ويدفع بحمل المذمومين على الكفار والمنافقين، قال ابن الملك: ويحتمل أن يكون قبل ورود النهي.
(ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن بعضكم على بعض شهيد)، وفي رواية البخاري ومسلم:"أنتم شهداء الله في الأرض"(٢). وفي رواية:"المؤمنون شهداء الله في الأرض"(٣).
قال القاري (٤): قوله: أنتم: أي الصحابة، أو أيها المؤمنون، وهذا كالتزكية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته، وإظهار عدالتهم بعد أداء شهادتهم لصاحب الجنازة، فينبغي أن يكون لها أثر ونفع في حقه.
ويؤيده ما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال حين أثنوا على جنازة:"جاء جبريل فقال: يا محمد! إن صاحبكم ليس كما يقولون، إنه كان يعلن كذا، ويسر كذا، ولكن الله صدقهم فيما يقولون، وغفر له ما لا يعلمون".
(٨١)(بَابٌ: في زِيارة الْقُبُورِ)(٥)
٣٢٣٤ - (حدثنا محمد بن سليَمان الأنباري، نا محمد بن
(١) في نسخة: "شهداء". (٢) أخرجه البخاري (١٣٦٧)، ومسلم (٩٤٩) عن أنس رضي الله عنه. (٣) أخرجه البخاري (٢٦٤٢). (٤) "مرقاة المفاتيح" (٤/ ١٥٠، ١٥١). (٥) قال القاري (٤/ ١٩٦): ورد أن الموتى يعلمون أحوال الأحياء وما نزل بهم من شدة ورخاء، وورد أنهم يفتخرون با لزيارات، ويألمون بانقطاعها ... إلخ. وبسط في "شرح الإقناع" (٢/ ٢٥٠) نداؤهم كل ليلة، وأشد المعرفة من عشية الخميس إلى صباح السبت، ولا تحديد عند مالك، كما في "الشرح الكبير" (١/ ٤٢٢)، وبسط العيني الكلامَ عليها، وذكر المستدلات بالتفصيل. (ش).