(إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)، حاصله: أن الحياء تمنعك من الأفعال المذمومة القبيحة، فإذا لم تستحي فلا يمنعك شيء منها.
قال الخطابي (٤): فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن يكون معناه الخبر وإن كان لفظه لفظ الأمر، كأنه يقول: إذا لم يمنعك الحياء فعلت ما شئت، أي ما يدعوك إليه نفسك من القبيح، وإلى نحو هذا ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام، وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: معناه الوعيد كقوله عز وجل: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} , وقال أبو إسحاق المروزي الفقيه الشافعي: معناه: أن تنظر، فإن كان الشيء الذي تريد أن تفعله مما لا يُستحى منه فافعله، يريد أن ما يُستحى منه فلا تفعله، انتهى.
(٧)(بَابٌ في حُسْنِ الْخُلُقِ)(٥)
٤٧٩٨ - (حدثنا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب - يعني
(١) في نسخة بدله: "تستح". (٢) في نسخة بدله: "فاعمل"، وفي نسخة: "فافعل". (٣) زاد في نسخة: "سئل أبو داود: أعند القعنبي، عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: لا". (٤) "معالم السنن" (٤/ ١١٠). (٥) حكى العيني (١٥/ ١٩٢) عن الراغب: الخلق بالضم والفتح في الأصل بمعنى واحد كالشُّرب والشَّرب، لكن خص الفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر، وبالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة، انتهى، وقال الحافظ (١٠/ ٤٥٦) عن "المفهم": الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره، وهي محمودة ومذمومة، فالمحمودة على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك، فتنصف منها ولا تنصف لها، وعلى التفصيل الحلم والجود، انتهى. (ش).