وأخرج الإِمام أحمد (١) في حديث رجل عن عمه من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج بهذا السند إلى عبد الرحمن بن طارق بن علقمة، عن عمه، ولفظه:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاء مكانًا من دار يعلى- نسيه عبيد الله- استقبل البيت دعا"، وقال روح: عن أبيه، وقال ابن بكر: عن أبيه (٢)، انتهى.
وأخرج في "أسد الغابة"(٣) من طريق أبي عاصم عن ابن جريج بهذا السند عن أمه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي مكانًا في دار يعلى فيستقبل البيت فيدعو، فيخرج يعلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيدعو ونحن مسلمات". وقد أخرجه الحافظ في "الإصابة"(٤) فقال: ابن أبي عاصم، فذكر مثل ما في "أسد الغابة".
فالظاهر أن لفظ "جاز" في سياق أبي داود تصحيف من الكاتب، والصواب: جاء، ونقل عن "فتح الودود": لعله الموضع المعلوم بموضع استجابة الدعاء في السوق إلى جهة المعلى.
(٨٥)(بَابُ التَّحْصِيبِ)
أي النزول في المحصب، وهو الأبطح وخيف بني كنانة
قال الشيخ ابن (٥) القيم: وقد اختلف السلف في التحصيب هل هو سنَّة، أو منزل اتفاق؟ على قولين، فقالت طائفة: هو من سنن الحج، فإن في "الصحيحين" عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين أراد أن ينفر من مني:"نحن نازلون غدًا إن شاء الله بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر"(٦).
(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٤/ ٦١). (٢) والصواب: "عن أمه" كما أشار إليه في النسخة المحققة لـ "مسند أحمد". (٣) انظر: "أسد الغابة" (٦/ ٣٦٢، ٣٦٣) في ترجمة أم عبد الرحمن بن طارق. (٤) انظر: "الإصابة" (٤/ ٤٥٣). (٥) "زاد المعاد" (٢/ ٢٩٤، ٢٩٥). (٦) أخرجه "البخاري" (١٥٨٩)، و"مسلم" (١٣١٤).