قلت: ومحمد بن علي هذا لم يدرك جدَّ أبيه عليَّ بن أبي طالب، فلعله سمع هذا الكلام من غير جابر بن عبد الله، وأدخله في حديث جابر.
(٥٦)(بَابُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ)(١)
أي: كيف شُرع؟ سمِّي بها لتعرُّف (٢) العباد إلى الله بالعبادات هناك، وقيل: للتعارف فيه بين آدم وحواء، وقيل: لأن جبريل عليه الصلاة والسلام أرى إبراهيم عليه الصلاة والسلام المناسكَ، أي: مواضع النسك في ذلك اليوم، فكان يقول له في موضع: أعرفت هذا؟ فيقول: نعم، وقيل: هو يوم اصطناع المعروف إلى أهل الحج، وقيل: يعرِّفهم الله تعالى يومئذ بالمغفرة والكرامة، أي: يطيِّبهم، ومنه قوله تعالى:{عَرَّفَهَا لَهُمْ}، أي: طيَّبها (٣).
١٩١٠ - (حدثنا هناد، عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت فريش) وهم ولد النضر بن كنانة، قال في "القاموس"(٤): ومنه قريش لِتَجَمُّعِهم إلى الحرم، أو لأنهم كانوا يتقرَّشون البياعات فيشترونها، أو لأن النضر بن كنانة اجتمع في ثوبه يومًا، فقالوا: تَقَرَّش، أو لأنه جاء إلى قومه فقالوا: كأنه جَمَلٌ قَرِيشٌ، أي: شديد، أو لأن قُصَيًّا كان يقال له: القُرَشي، أو لأنهم كانوا يُفَتِّشُون الحاجَّ فيسدون خَلَّتَها،
(١) ولعل وجه التخصيص بعرفة لذلك أنه محل أخذ العهد الأزلي لقوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢] كما هو مصرح في رواية "المشكاة" [انظر: رقم (١٣١). (ش). (٢) التعريف يكره عندنا كما في الفروع، ولا بأس به عند المالكية والحنابلة كما بسط في "جزء حجة الوداع" (ص ١٣٩). (ش). (٣) انظر: "مرقاة المفاتيح" (٥/ ٤٨٤). (٤) انظر: "القاموس" (ق، ر، ش).