(كل ذلك) أي: من الكبير والصغير (أسأل) بحذف الضمير، أي أسأله (عن النفل، فلم أجد أحدًا يُخبرني فيه بشيء، حتى لقيت شيخًا يقال له: زياد بن جارية التميمي، فقلت له: هل سمعت في النفل شيئًا؟ قال: نعم، سمعت حبيب بن مسلمة الفهري يقول: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - نفَّل الربع في البدأة) أي: في ابتداء الخروج للغزو (والثلث في الرجعة) أي: وقت رجوع (٢) العسكر.
قلت: لعل مراد مكحول بقوله: "فلم أجد أحدًا يخبرني فيه بشيء": أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينفل الربع والثلث، فلم يفهم محمله، ثم أخبره زياد بن جارية بأن محمله أن الربع في البدأة، والثلث في الرجعة.
(١٥٢)(بَابٌ: في السَّرِيَّةِ تُرَدُّ عَلَى أَهْلِ الْعَسْكَرِ)
أي: إذا خرج العسكر من دار الإِسلام إلى العدو، فخرجت السرية منه إلى جهة، فغنمت، فما غنمت تقسم عليها وعلى جميع العسكر، إلَّا ما ينفل لها الإِمام
٢٧٥١ - (حدثنا قتيبة بن سعيد، نا ابن أبي عدي، عن
(١) في نسخة بدله: "ابن حارثة". (٢) هذا هو المعروف في معناه عند شراح الحديث، وتعقبه الخطابى في "معالم السنن" (٢/ ٣١٣)، وقال: ليس بصحيح، بل البدأة: السفر ابتداءً، والرجعة: سفر السرية إلى الغزو مرة أخرى بعد الرجوع عن الأول. (ش).