وقال ابن الهمام في "فتح القدير" (١): إنه - صلى الله عليه وسلم - خطب قبل صلاة الظهر من حديثِ جابر الطويل وحديثِ عبد الله بن الزبير من "المستدرك" (٢)، وحديثُ أبي داود عن ابن عمر - رضي الله عنهما - يفيد أنهما بعد الصلاة، وقال فيه: "فجمع بين الظهر والعصر، ثم خطب الناس"، وهو حجة لمالك في الخطبة بعد الصلاة (٣)، قال عبد الحق: وفي حديث جابر الطويل "أنه خطب قبل الصلاة" وهو المشهور الذي عمل به الأئمة والمسلمون، وأعل هو وابن القطان حديثَ ابن عمر - رضي الله عنهما - بابن إسحاق.
(ثم راح) إلى موقف من عرفات (فوقف على الموقف من عرفة) عند جبل الرحمة عند الصخرات، كما تقدم في حديث جابر الطويل: "فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس".
(٥٩)(بابُ الرَّواح)، وهو السير بعد الزوال (إِلَى عَرَفَة)، أي: مسجد نمرة، ثم إلى عرفات
١٩١٤ - (حدثنا أحمد بن حنبل، نا وكيع، نا نافع بن عمر، عن سعيد بن حسان) حجازي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له في أبي داود وابن ماجه
(١) "فتح القدير" (٣/ ٤٧٩، ٤٨٠). (٢) "المستدرك" (١/ ٤٦١). (٣) هكذا حكاه في "الهداية" (١/ ١٤٠)، و"التبيين" وغيرهما من فروع الحنفية، ولم يتعقبه شراح "الهداية"، لكن لم أجده في فروع المالكية، بل فيها التصريح بالخطبة قبل الصلاة كما حكيت النصوص عنهم في ذلك في "الأوجز" (٨/ ١٨٩). (ش).