ولنا أن القسم لما لم يجز إلا بالله عَزَّ وَجَلَّ كان الإخبار عنه إخبارًا عما لا يجوز بدونه، كما في قوله تعالى:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}(١)، ونحو ذلك، ولأن العرب تعارفت الحلفَ على هذا الوجه، قال الله تعالى:{يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ}(٢)، ولم يقل: بالله، وقال تعالى:{قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ}(٣)، فالله سبحانه سمَّاه يمينًا بقوله تعالى:{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}(٤)، وقال تعالى:{إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ}(٥). ولم يذكر بالله، ثم سماه قسمًا، والقسم لا يكون إلَّا بالله.
(١٤)(بَابٌ: في الْحَلْفِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا)
٣٢٧٢ - (حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد قال: أنا عطاء بن السائب، عن أبي يحيى) هو زياد المكي، ويقال: الكوفي، الأعرج، مولى قيس بن مخرمة، ويقال: مولى الأنصار، قال ابن معين: هو مكي، ليس به بأس، ثقة، وقال أبو داود: وأبو يحيى اسمه زياد، كوفي ثقة، وقال البخاري في "التاريخ"(٦): قال عبدان، عن أبي حمزة، عن عطاء: عن أبي يحيى زياد الأنصاري، عن ابن عباس: اختصم رجلان، الحديث. وقال ابن أبي حاتم (٧): قيل لأبي: إن أبا زرعة قال: أبو يحيى زياد مولى
(١) سورة يوسف: الآية ٨٢. (٢) سورة التوبة: الآية ٩٦. (٣) سورة المنافقين: الآية ١. (٤) سورة المنافقين: الآية ٢. (٥) سورة ن: الآية ١٧. (٦) "التاريخ الكبير" (٢/ ١/ ٣٧٨) رقم (١٢٧١). (٧) انظر: "الجرح والتعديل" (١/ ٢/ ٥٥٠) رقم (٢٤٨١).