٢٥٠٧ - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عن أَبِيهِ، عن خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَغَشِيَتْهُ السَّكِينَةُ، فَوَقَعَتْ فَخِذُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَخِذِي، فَمَا وَجَدْتُ ثِقَلَ شَيْءٍ أَثْقَلَ مِنْ فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ:"اكْتُبْ"، فَكَتَبْتُ فِي كَتِفٍ:{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ،
===
(١٩)(بَابٌ: فِي الرُّخْصَةِ فِي القُعُودِ)
أي عدم الخروج إلى الغزو (مِنَ الْعَذْرِ) أي لأجل العذر
٢٥٠٧ - (حدثنا سعيد بن منصور، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد) بن ثابت الأنصاري النجاري، أبو زيد المدني، أدرك عثمان - رضي الله عنه -، قال أبو الزناد: كان أحد الفقهاء السبعة، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن) أبيه (زيد بن ثابت قال: كنت إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغشيته السكينة) أي: غطت وأحاطت من السكينة ما تغشاه عند نزول الوحي (فوقعت فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) حتى خاف أن ترض (١) فخذه، ولعل إليه الإشارة في قوله - عليه السلام -: "وهو أشده علي"(ثم سُرِّيَ) أي: كشف وأزيل، قال في "القاموس": وانسرى الهمُّ عني، وسُرِّيَ: انكشف، انتهى، قلت: وهو واوي (عنه) تلك الحالة فأفاق.
(فقال: اكتب، فَكَتَبْتُ في كَتِفٍ) أي في عظم الكتف ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٢) إلى آخر الآية،
(١) كما ورد في روايات "الدر المنثور" (٢/ ٦٤١)، وكان - عليه السلام - إذا نزل عليه الوحي وكان على ناقته تبرك الناقة للثقل، كذا في "الدر المنثور". (ش). (٢) سورة النساء: الآية ٩٥.