وقيل: الفاجر، وقيل: الأكول، والجعظري الفظّ الغليظ المتكبر، وقيل: الذي لا يُصَدّعُ رأسه، وقيل: هو الذي يتمدّح وينتفخ (٣) بما ليس عنده، وفيه قِصَرٌ.
(٨)(بَابٌ في كَرَاهِيَّةِ الرِّفْعَةِ فِي الأُمُورِ)
٤٨٠٢ - (حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: كانت العضباء) هي ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا تُسْبَقُ) أي لا يسبقها جمل، ولا ناقة لسرعة سيرها، (فجاء أعرابي على قَعُودٍ له) بفتح القاف وضم العين، قال في "القاموس": القَعُود بالفتح من الإبل: ما يَقْتَعِدُه الراعي في كل حاجة، كالقَعُودَةِ والقُعْدَةِ بالضم، (فَسَابقها فَسَبَقَها الأعرابي) على قعوده (فكأنّ ذلك) أي سبق القعود (شق على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (حقٌّ على الله أن لا يَرفع شيئًا) في الدنيا (إلَّا وَضَعَه).
قال المنذري (٤): وأخرجه البخاري والنسائي، وقال بعضهم: فيه بيان مكان الدنيا عند الله من الهوان والضّعة، ألا ترى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حقًّا على الله أن لا يرفع شيئًا إلَّا وضعه"، فنبّه بذلك أمته - صلى الله عليه وسلم - على ترك المباهاة والفخر بمتاع الدنيا، وإن كان ما عند الله في منزلة الضعف، فحقٌّ على ذي دين
(١) في نسخة: "النبي". (٢) في نسخة: "أن لا يرافع شيء". (٣) في الأصل: "ينفخ"، وهو تحريف. (٤) "مختصر سنن أبي داود" (٧/ ١٧٥).