أي رؤية الله تعالى سبحانه في القيامة (١)، فيثبتها أهلُ السنَّة والجماعة، لما ورد فيها من الأخبار الصحاح (٢)، وأما المعتزلة والجهمية فيُنكرونها (٣)
(١) وأما رؤيته تعالى في الدنيا ورؤيته - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء فخِلافية، ذكرها صاحب "الجمل" (٤/ ٢٢٥، ٢٢٦) مختصرًا، وكذا في "الخازن"، حاصله: أنه أنكرته عائشة وابن مسعود، وأثبته أنس والحسن وعكرمة بالبصَر، وابن عباس وغيره بالقلْب، ورجح هو هذا الثالث، وقال "شارح العقائد" (ص ٧٥): الصحيح أنه عليه السلام رآه بقلْبه، والبسط في "الشفاء" (١/ ٢٥٧ - ٢٦٩) وشروحه، ورجح القاري "في شرح الشفاء": أن الرؤية للصفات لا للذات، وقال في "شرح الفقه الأكبر"، (ص ١٨٤): الصحيح ما في "شرح العقائد": أنه رآه بقلبه، وهكذا في "التفسير الأحمدي"، واختار مولانا التهانوي في "بيان القرآن" التوقف، وفي "نشر الطيب": رؤية البصر، وبسط الحافظ (٨/ ٦٠٧ - ٦٠٩) في تفسير سورة "النجم"، واختار في "فتح الملهم" (١/ ٣٣٦): أنه رآه مرةً بقلْبه ومَرَّةً ببصَره، وبسط الاختلافَ في "المرقاة" (٩/ ٦١٩ - ٦٢١)، و"الفتاوى الحديثية" (ص ١٩٩ - ٢٠١) لابن حجر، وذكر (ص ٢٨٦، ٢٨٧): هل يراه المؤمنات أيضًا أم لا؟ والملائكةُ والأُمَمُ السالفة أيضًا أم لا؟ . ثم اختلفوا في أفضلية السمْع والبصَر، وبسط الرازي (٦/ ٢٥٧، ٢٥٨) في دلائلهما، منها: أن رؤيته تعالى لا يمكن في الدنيا، والسمع منه يمكن، كذا فضل السمع ابن حجر في "الفتاوى الحديثية" (ص ١١٠، ١١١). (ش). (٢) بسط الرازي (٥/ ٩٩ - ١٠٤، ١٠/ ٧٣٠ - ٧٣٣) في دلائل أهل السنَّة إبطال دلائل المعتزلة أشد البسط تحت قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: ١٠٣]، وتحت قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢، ٢٣]، وراجع: "تأويل مختلف الحديث" (ص ٢٤٠ - ٢٤٤). (ش). (٣) ومبنى إنكارهم الاختلافُ في معنى الرؤية وحقيقتها، كما بسط في "الإكمال" (١/ ٥٢٦، ٥٤٢ - ٥٤٤)، كذا في "الأوجز" (١٧/ ١١٥)، فلما كان الرؤية عندهم انبعاث المقابل، وعلى هذا يلزم الجهة لله تعالى أنكروا الرؤية، وعندنا لا يحتاج إلى المقابل فلا إحالة، وبسط الكلام على ذلك العيني والرازي (٤/ ٦١، ١٠/ ٥٨٩، ١٣/ ٣٥٠، ٣٥١) في "تفسيره" أشد البسط، وصاحب "الجمل" (٢/ ٧٢) مختصرًا، وكذا أجمل صاحب "الخازن"، وذكر الروايات في ذلك السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٣٣٥، ٣٣٦). (ش).